كشفت جولة قامت بها "سبق" اليوم الخميس في عدد من الأحياء القديمة بالعاصمة الرياض حقيقة الأراضي البيضاء والتي تحولت إلى مواقف ل"الشاحنات" بدلاً من أن تعم فائدتها المواطنين بعد أن تعمد أصحابها تركها خالية لسنوات طويلة بهدف رفع أسعارها لعدم وجود قانون أو نظام يجبرهم على الاستفادة منها . ومن المعروف أن ملف الأراضي البيضاء هو الملف الشائك الذي حركته وزارة الإسكان مؤخراً ولقي ترحيباً كبيراً من قبل المواطنين بهدف وضع حد للارتفاعات المبالغ فيها في أسعار الأراضي والعقارات في السعودية وذلك بفرض رسوم على الأراضي البيضاء .
ورصدت "سبق" أثناء جولتها أيضاً بالصور مساحات شاسعة من الأراضي البيضاء تتوسط الأحياء السكنية داخل النطاق العمراني ومع ذلك لم يتم الاستفادة منها وتركت على حالها لتتحول إلى مواقف لمركبات النقل "الثقيل" والتي باتت تشوه المنظر العام على الرغم من حاجة تلك الأحياء لهذه الأراضي لتطويرها والنهوض بها .
واتضح أثناء الجولة خلو أغلب الأراضي البيضاء في تلك الأحياء من أي لافتات تدل على أن ملاكها يرغبون في عرضها للبيع أو حتى تطويرها ما يؤكد فعلاً رغبتهم في الاحتفاظ بها في انتظار رفع أسعارها، وهو ما يحدث في أغلب الأحياء السكنية القديمة والجديدة ما جعل الكثير من المواطنين يطالبون بسرعة تفعيل قرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق السكني لتحريرها من محتكريها.
وكانت وزارة الإسكان قد أعدت مؤخراً دراسة لفرض رسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق السكني وهو الأمر الذي أيده الكثير من الاقتصاديين موضحين بأنها خطوة فعالة ستؤدي إلى خفض أسعار العقارات والأراضي، حيث أحيل الملف إلى هيئة كبار العلماء للحصول على الرأي الشرعي فيه والذي بدوره أحاله إلى المجلس الاقتصادي الأعلى بحكم الاختصاص لدراسة أبعاده وتأثيراته في المستقبل، ومن ثم معاودة الرأي فيه من قِبل الهيئة.