قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير إن المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة الدول لمكافحة الإرهاب؛ "لأنه - للأسف - واجهنا، وأعتقد أن الدول التي لم تتأذ بالإرهاب قد تتباطأ في التعامل مع الإرهاب بطريقة جدية. والتاريخ الحديث أظهر أن الإرهاب في نهاية المطاف يطولنا جميعاً؛ ويجب أن نكون مستعدين لمواجهته". جاء ذلك عقب إعلان تسليمه شيكاً بمبلغ 100 مليون دولار تبرعاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون بمقر الأممالمتحدة اليوم في نيويورك.
وأوضح الجبير أن هذا الدعم هو الثاني الذي تقدمت به السعودية للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، وتم توقيع اتفاقية بين السعودية والأممالمتحدة في عام 2011م، قائلاً: "هذا هو التبرع الثاني بمقدار مائة مليون دولار للمركز من قِبل السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. والسعودية حريصة جداً على مكافحة الإرهاب أينما كان".
وأضاف: "خادم الحرمين الشريفين قدَّم مؤخراً دعماً للأجهزة الأمنية في لبنان لمواجهة الإرهاب، والسعودية تقدم الدعم لدول عديدة في المنطقة وخارجها لمواجهة الإرهاب، وهذا ينبع من قناعة لدى السعودية بأن الإرهاب في أي بقعة من الأرض يؤثر في الأرض بأجمعها؛ ومواجهة الإرهاب واجب على الجميع".
وأكد السفير الجبير أن الإرهاب لا يتماشى مع الأخلاق أو القيم الإسلامية وقيم الديانات الأخرى، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي بريء مما يقوم به الإرهابيون؛ فقتل الأبرياء غير مقبول، ويرفضه العالم الإسلامي. مفيداً بأن السعودية كانت من قادة الدول في مواجهة الإرهاب، وهذا التبرع الأخير للمركز ينبع من الحرص على مواجهة الإرهاب بشكل دولي وفعال.
وأشار إلى أن "هذه المساهمة تنبع من رؤية خادم الحرمين الشريفين بأن الإرهاب هو شر يقلقنا كثيراً؛ وبالتالي يجب توحيد جهود الدول والشعوب لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الإنسانية؛ فالإرهاب لا يعرف ديناً ولا طائفة، وليس لديه إنسانية أو عدالة. إنه ينتهك كل الديانات في العالم، وهذا الشر يجب القضاء عليه من خلال الجهود الدولية القوية".
وأوضح السفير الجبير أن السعودية ساهمت بعشرة ملايين دولار لإطلاق المركز، ووقّعت اتفاقاً في هذا الشأن مع الأممالمتحدة عام 2011م، واليوم خادم الحرمين الشريفين أمر بتقديم مائة مليون دولار للمركز لدعم جهوده، والعمل الذي يقوم به بغية مكافحة هذا الشر الذي أضر بالعالم.
من جهته، أوضح مندوب السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة رئيس الهيئة الاستشارية للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب عبدالله بن يحيى المعلمي أن هذه المناسبة تعدُّ مهمة في تاريخ الأممالمتحدة وفي تاريخ العمل الدولي المشترك لمكافحة الإرهاب.
وأضاف المعلمي بأنه تم توقيع اتفاقية تأسيس المركز في عام 2011م، وبدأ نشاطه الفعلي في عام 2012م، وبعد نحو سنتين من إنشائه تأتي هذه المبادرة من خادم الحرمين الشريفين؛ لتعزز الثقة في دور مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، ولتعزز الالتزام القوي الذي تشعر به السعودية تجاه العمل الدولي، الذي تمثله الأممالمتحدة.