أهملت إدارتا الطرق ومرور عسير طريق الموت الرابط بين محايل عسير وبارق الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الحوادث التي تسببت في إصابات ووفيات العديد من الأشخاص، كان آخرها مصرع شابين من قرية واحدة لتهور شاحنة أمس. ونشرت "سبق" تحقيقاً موسعاً قبل شهر عن طريق الموت، وصاحبها وسائل إعلام أخرى غير أن الجهات المختصة في عسير أهملت ذلك وتجاهلت، وأصبح الموت والضحايا أمراً عادياً تشاهده في وسائل الإعلام وفي مخاطبات الأهالي التي مستقرها ومستودعها أدراج الإدارات.
حوادث شبه يومية يشهد الطريق ازدحاماً شديداً في فترة ما بعد الظهر حتى الصباح، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، منهم قاصدو العمرة والمسافرون، والذاهبون للأسواق للتجهيز للعيد، غير أن أعيادهم أصبحت ممزوجة بفقد الأسر على ذلك الطريق ورغم المطالبات وتوجيهات إمارة عسير غير أن إدارة المرور وضعت مبنى بدون أفراد وبدون دوريات منذ 4 أشهر.
العابر للطريق لا يشاهد تحذيرات أو علامات مرورية بمنعطفات أو بأخطار ذلك الطريق، أو دوريات تقف عليه أو أي إشارات مرورية أو علامات تخطر قائدي السيارات بخطورة ذلك الطريق ناهيك عن سرعة وتهور قائدي الشاحنات مما يتسبب في العديد من الحوادث بسبب تلك الشاحنات المتهورة. ضحايا الطريق شيعت قبيلة آل موسى بن علي في بارق يوم أمس اثنين من شبابها حديثي التخرج من جامعة الملك خالد إثر حادث وقع في طريق الموت بالقرب من مبنى جامعة الملك خالد الجديد، والمركز الكشفي إثر تهور قائد شاحنة اصطدم بسيارتهما مما تسبب في احتجازهما حتى الموت بين أنقاض الحديد.
تخطيط الحوادث لم يمض على إعادة رصف الطريق سوى أسبوع واحد حتى باتت جنباته ممتلئة بتخطيط رجال الأمن للحواث المميتة في امتدادها من بارق حتى محايل ولا تزال شواهد تلك الحوادث موجودة يشاهدها عابرو ذلك الطريق.
وناشد أهالي بارق وزير الداخلية عبر "سبق" بتشكيل لجان لمعاينة الطريق ومحاسبة إدارتي مرور عسير، ووضع وسائل السلامة به والتحذير فمعظم الحواجز الحديدية حول الكباري قد تلفت من كثرة الحوادث، وأصبحت الحوادث تقطع معها السيارات إلى قاع الأودية التي تمر بها. حطام السيارات وتأكدت "سبق"، خلال جولة ميدانية قامت بها، أنه لا يوجد على هذا الطريق أي مشروع يمكن أن يحل تلك الأزمة المتمثلة في استمرار سقوط الضحايا، حيث لا يتبقى من هذه الحوادث المرورية سوى حطام السيارات والذكريات الدامية العالقة في أذهان أسر الضحايا والمصابين.
ولا يحرك المجلس البلدي والمحلي في محافظة بارق ساكناً إزاء هذه القضية على الرغم من أن المحافظة تتمتع بنصيب وافر من المساحات، ولا يزال الطريق مسرحاً للمزيد من المآسي المتمثلة في حالات الوفيات من جراء الحوادث.