عبَّر عدد من عابري طريق محافظة محايل عسير إلى مركز بارق وصولاً إلى شمال منطقة عسير عن استيائهم وتذمرهم حيال هذا الطريق البالغ طوله 45 كيلومتراً؛ لكثرة الحوادث المرورية التي تحصد الأرواح، بالرغم من أنه يُعتبر - بحكم موقعه الجغرافي – استراتيجياً؛ كونه حلقة وصل يربط منطقة جنوب السعودية بالجزء الغربي، ونقطة توقف للعديد من قوافل الحجاج والمعتمرين القادمين من الدول المجاورة. وأوضح عابرو طريق محافظة محايل عسير أنه منذ عشرات السنين لم يطرأ أي تغيير على هذا الطريق سوى عمليات الترقيع التي تقوم بها وزارة المواصلات طوال 30 عاماً مضت، إلا أنه بات يحتضر بسبب كثافة الحركة المرورية وزيادة أعداد السيارات، وبخاصة الشاحنات. ودعا أهالي محايل عسير وزارة المواصلات إلى وقفة جادة؛ لانتشال الطريق بعمل طبقة أسفلتية جديدة، ووضع الإشارات المرورية بالقرب من التقاطعات الخطرة على جانبيه، وتسيير دوريات مرورية؛ لضبط معدلات السرعة الجنونية من قِبل المراهقين والشباب. وقد قامت "سبق" بجولة على طول الطريق، والتقت العديد من عابريه، ومن بينهم محمد جابر البارقي، الذي قال: "أقطع هذا الطريق يومياً؛ لقضاء بعض الحاجيات من محايل عسير، ولا أتجاوز سرعة 100 كيلومتر، ولكن تثيرني سرعة الشاحنات الكبيرة والقلابات، وبخاصة في فترة الصباح الباكر؛ فهم لا يتقيدون بالسرعة المحدَّدة ولا بأنظمة المرور، ويقومون بمضايقة قائدي السيارات الصغيرة، وبخاصة أصحاب الوانيتات، بالتجاوز غير النظامي أمام السيارات القادمة، والتلفظ عليهم أحياناً بألفاظ غير لائقة وخادشة". وأشار إلى أن الوضع يستدعي وقفة جادة وحازمة من قِبل إدارة مرور محايل عسير؛ لضبط قائدي هذه الشاحنات، وتسيير دوريات على مدى 24 ساعة، ووقف مثل هذه التجاوزات. وأوضح علي أحمد الشهري من سكان محافظة المجاردة أن هذا الطريق بمنزلة شريان عسير الرابط بين جزئيها الجنوبي والغربي، ويسلكه الآلاف من الموظفين وطلاب وطالبات الجامعات الذين يدرسون بمحافظة محايل عسير، وكذلك المواطنون لقضاء مستلزماتهم ومصالحهم الشخصية؛ باعتبار أن محايل مركزاً تنموياً ونقطة تجمُّع للعديد من المحافظات والمراكز المجاورة؛ وبالتالي يزداد الضغط على الطريق في وقت المناسبات والأعياد والإجازات، وتزداد ذروته كذلك وقت انصراف الموظفين والطلاب من أعمالهم، ومع ذلك لم يوقف نزيف دم هذا الطريق. وناشد الشهري وزارة المواصلات جعل الطريق مزدوجاً في أسرع وقت ممكن، كما ناشد مرور محايل عسير تغطية الطريق بدوريات مكثفة؛ لضبط الحركة المرورية؛ فقائدو الشاحنات يضبطون معدلات سرعتهم عند مشاهدة دورية مرورية تسير أو متوقفة في نقاط معينة. أما عبدالله جابر العسيري فأوضح أن الطريق سوف يشهد في المرحلة القادمة كثافة مرورية هائلة؛ بسبب قرب الانتهاء من مبنى جامعة الملك خالد الواقعة في منتصف المسافة بين بارق ومحايل عسير. مناشداً مسؤولي الطرق والنقل والمرور على حد سواء وضع هذا التطور في الاعتبار. من جانبها قامت "سبق" بالاتصال بالمدير العام لإدارة الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي بن سعيد بن عبدالله بن مسفر، الذي أكد أن طريق محايل من أولويات إدارة الطرق بعسير في ميزانية الطرق القادمة، البالغة مليار ريال؛ حيث إنه من الطرق المهمة والحيوية. من ناحية أخرى أفاد مدير مرور محافظة محايل عسير المقدم عبدالله محمد السبيت ل"سبق" بأن هذا الطريق يشهد ضغطاً مرورياً كبيراً "ولدينا دورية مرورية تسير به، ولكن ليس لها موقع معين". مشيراً إلى أن المرحلة القادمة سوف تشهد تشغيل مرور بارق في القريب العاجل.