حذر الإعلامي والكاتب الصحفي بجريدة الوطن عبدالعزيز قاسم، "من وجود "دواعش" بيننا كطابور خامس، ينتظرون الفرصة للإخلال بالأمن في المجتمع"، مشيراً إلى أن "دويلتهم المزعومة هذه إن صمدت لستة أشهر؛ ستكون حلماً ومهوى أفئدة كثير من الشباب المتذمر من وضع الأمة". قال: "أخشى ما أخشاه أن نبتلى بآفة الإرهاب وآثاره لعشر سنوات قادمات وأكثر، تستهلك منا الطاقة، وتستنزف ميزانياتنا التي هي حق أجيالنا الجديدة، وتلتهم استحقاقات النهضة التي نحاولها في بلادنا".
وفي ذات السياق ناشد قاسم في مقالته اليوم بجريدة "الوطن"؛ الدولة "بتحسين رواتب رجال الأمن الذين يضحون بحياتهم، ويتصدون بصدورهم لرصاصات الإرهاب، ويحمون هذا الوطن من جحافل المتطرفين والفئة الضالة؛ لننعم في بيوتنا بالأمن والأمان، ورفاهية العيش والحياة التي نحياها، وطالب بمضاعفة مكافآتهم، ومنحهم الأوسمة الرفيعة والرتب الوظيفية".
كما طالب المجتمع بدوره بإعطائهم المنزلة التي يستحقونها، وتكريمهم في مجالسنا الاجتماعية، والحفاوة بهم في الإعلام؛ من خلال فصول المدارس، ومنابر المساجد.
وأشار إلى أن "الصورة الذهنية المرتسمة لرجل الأمن في المجتمع، تحتاج منا إلى إعادة نظر، فهذا البطل المرابط على ثكنات الحدود، أو الذي يفكك خلايا الإرهاب، أو الذي يتصدى للعتاة والمجرمين، ويبسط الأمن في الوطن؛ ليس أبداً هو صاحب البسطار، جاف التعامل، عديم العاطفة، بما ترسخ في نفوسنا".
وخاطب قاسم في مقالته "داعش على حدودنا" آباء وأمهات بعض الموقوفين بقوله: "إن بعض هؤلاء الأبناء ما يزال يحمل هذا الفكر، وإن خرج اليوم، فستلقونه غداً هناك في أرض الفتنة في العراق وسورية، يقتتلون فيما بينهم؛ حيث لا راية جهاد حقة، ويرتدون إلينا قنابل بشرية منتحرة، بما رأيتم من بعضهم في "شرورة" و"الوديعة"، ووالله لبقاؤهم موقوفين في السجون، أهون علينا وعليكم من أن تروهم في ذلك المصير، جثثاً متفحمة ذهبت أرواحهم في قتل أهلهم وإخوتهم وأبناء عمومتهم؛ لأنهم كانوا ألعوبة بيد الاستخبارات الإيرانية والصهيونية والغربية يتحكمون في مشاعرهم الدينية، وحلمهم بالخلافة، وغيرها من تلك الدوافع التي دفعتهم ليقدموا أرواحهم رخيصة لأعداء الإسلام".
وأضاف: "أردت أن أرسل في تلك الحلقة رسالة لكل المختلفين من ألوان الطيف الفكري في بلادي، بأننا في سفينة واحدة، ومن العيب أن نتجادل ونختلف ونتقاذف التهم السخيفة، فيما العدو متربص بنا على حدودنا، وجهاز التحكم بيد الصفويين من خلفهم أو الصهاينة الذين يضربون إخوتنا في غزة، ثبتهم الله ونصرهم".
وأشار قاسم إلى أنه "من الخطأ الكبير ذلك الوهم الذي يقول به البعض منا، بأن جرعة التدين الزائدة التي كان عليها المجتمع السعودي، هي السبب في رؤية هؤلاء المتطرفين؛ فنسبة التونسيين مثلاً في "داعش"- حسبما يقول به جمال خاشقجي- أعلى من نسبة السعوديين فيه، وأولئك خضعوا خلال الحقب الماضيات لأقوى عملية تغريب وبُعد عن الدين، فضلاً على أن مناهجهم كانت علمانية خالصة، واليوم هم أكثر عدداً، ومن يقول بهذا الرأي يقود المجتمع لازدواجية مقيتة، وانقسام عنيف يرتدّ علينا كارثة، بما لا يقل عن كارثة داعش.
كفانا مزايدة أيتها النخب.. ف"داعش" على حدودنا، وثمة "دواعش" بيننا".