أثار قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بمنع ارتداء النقاب أو غطاء الوجه في الأماكن العامة في فرنسا؛ ردوداً متباينة بين المسلمين المقيمين في أوروبا، ما بين معارضين ومؤيدين للقرار. حيث رأى المعارضون وفقاً لما تنقله وسائل الإعلام الأوروبية في لقاءات معهم؛ أن القرار يخالف حرية الرأي والمعتقد التي تزعم الدول الأوروبية أنها تتمتع بها، في حين أنها تمنع من يرغبون في غطاء وجههم من ممارسة معتقداتهم، وأن ما يحدث هو قمع للحريات.
بينما برر المؤيدون بأن القرار يساوي الجميع وأن الإسلام لم يحرم كشف الوجه، وأن فرنسا لم تمنع ارتداء غطاء الرأس، مشيرين إلى أن منع النقاب أو غطاء الوجه مسألة أمنية تخص جميع من يعيش في فرنسا.
وتمنع القوانين في أوروبا من ارتداء الخوذة أو غطاء الوجه للرجال أو النساء أثناء تعبئة البنزين أو عند دخول البنوك والتعاملات المالية؛ حيث إن القانون يمنع غطاء الوجه في كثير من الأماكن لدواعٍ أمنية.
ويطالب العديد من قائدي الدراجات النارية في أوروبا وأستراليا وأمريكا، بمساواتهم بالمسلمات؛ حيث يسمح لهن بدخول محطات البنزين والبنوك والمحلات التجارية؛ بارتداء غطاء الوجه، في حين لا يسمح لهم بارتداء الخوذة ويطالبون بخلعها، وإن لم يفعلوا لا يحصلون على خدمات، وهذه تعد من المشكلات التي لا زالت مستمرة في دول غربية عدة.
وفي تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" حول الحجاب، اعتبرت أن تأييد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قانون حظر الحجاب في فرنسا "جدير بالملاحظة"، وخاصة أن هناك دولاً إسلامية أيضاً تمنع الحجاب.
ونشرت الصحيفة الأمريكية "خريطة تفاعلية" حول الدول التي تحظر حجاب الرأس والدول التي تسمح به، وكذلك الدول التي يعد فيها الحجاب إجبارياً.
وأضافت الصحيفة أن فرنسا بدأت في حظر غطاء الوجه في عام 2011، ووضعت قوانين صارمة تجاه ذلك، وتلتها بلجيكا، ووضعت غرامات مالية على من لا تلتزم بالقرار، وتصل في حال تكرارها إلى السجن لمدة أسبوع.
ووفقاً للصحيفة فإن من الدول الإسلامية تونس أيضاً تحظر النقاب وغطاء الوجه في الأماكن العامة منذ عام 1981، وأن هناك مطالبات منذ عام 2011 بإلغاء هذا القرار، إضافة إلى سوريا؛ حيث صدر قرار في عام 2011 يمنع المعلمات من ارتداء الحجاب وتم إلغاؤه بعد ذلك، إلى جانب تركيا التي تعد دولة إسلامية أزالت القيود على الحجاب العام الماضي، وسمح للمعلمات والعاملين في الحكومة بارتداء الحجاب.
وبينت الصحيفة بأن السعودية وإيران من الدول التي تلزم النساء بارتداء العباءة وغطاء الوجه في الأماكن العامة.