لم تكن هي المرة الأولى أن يتعرض الحجاب أو النقاب أو الشريعة الإسلامية لحرب شرسة تشنها منظمات معادية للإسلام والمسلمين. ورغم اعتراض كل الديانات والطقوس والعبادات !!!. ورغم اعتراض المسلمين والمسلمات في كل بقاع الأرض !!! ورغم اعتراض هيئات حقوق الإنسان والمنظمات الإسلامية والدعاة في العالم الإسلامي !!! رغم اعتراض كل الأعراف والتقاليد والحرية الشخصية !!! إلا أن أوروبا أعلنت الحرب الصريحة والضروس على الحجاب الإسلامي والنقاب والمآذن والمراكز الإسلامية وحرب الرسوم المسيئة لسيد الخلق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ لأن هذه العادات باتت مصدر إشعاع ثقافي وديني وتربوي في أوروبا وشكلت معالم واضحة في هوية تلك المدن، وأصبح للإسلام والمسلمين أثر كبير في ذلك من خلال دخول واعتناق أعداد كبيرة للدين الإسلامي والتقيد بتعاليمه السمحة. فنجد أن بلجيكا هي أول دولة غربية أوروبية بدأت تناهض وتحارب النقاب والحجاب و من ثم القرار والعقوبة بسجن كل من يرتدي النقاب في الأماكن العامة. حيث يعتبر ذلك نوعًا من المعارك الأيدلوجية التي تقودها بعض الأحزاب البلجيكية ضد الأقلية المسلمة. و من ثم انتقلت هذه المعارك إلى باقي الدول الأوربية كفرنسا وإسبانيا وهولندا والدنمارك وغيرها الكثير . بالطبع هذا القرار وهذه الحرب الضروس أجبرت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الحديث والتعبير عن استيائها لهذه القرارات حيث ذكرت ( جوديت سندرلند ) من منظمة هيومن رايتس ووتش أن حظر النقاب ينتهك حقوق اللواتي اخترن ارتداءه ولا يساعد المرغمات من عدم ارتدائه في شيء. وقالت منظمة العفو الدولية ( آمنستي ) إن هذا الحظر ليس ضرورياً و لا متوازناً وإنه ينتهك الحق في حرية التعبير والمعتقد لدى النساء اللواتي أخترن التعبير عن هويتهن أو عقيدتهن بهذه الطريقة. وذكرت أيضا أن الدول ملزمة بحماية النساء من التعرض لأي ضغوط أسرية أو اجتماعية لإجبارهن على ارتداء النقاب أو ما شابهه ولكن عليها الوفاء بهذا والالتزام عن طريق التدخل في كل حالة على حدة من خلال القضاء الجنائي أو الأسري. كما صرح المتحدث عن منظمة العفو الدولية ( دافيد نيكولس ) بأن مشروع القانون جاء بدعوى الحد من ظاهرة التمييز ضد المرأة، إلا أنه وفي حقيقة الأمر يمثل هو نفسه خطوة لخلق التفرقة. وأضاف أن مشروع القانون يطيح بالحريات الشخصية وحرية التعبير والمعتقد و أنه يعتبر سابقة خطيرة جداً في الدول الأوربية. ونقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية ( د . ب . أ ) أكد خبير شوؤن التمييز في أوروبا لدى منظمة العفو الدولية ( د . الهويسن )، أن منع النساء من تغطية وجهوهن يعد خرقاً للحقوق الأساسية للمرأة، لأنه ينتهك حقوق التعبير والمعتقد للنساء اللواتي يرتدين النقاب والبرقع بوصفه بعيداً عن هويتهن ومعتقداتهن موضحاً في ذات السياق أن أي تغيير لحقوق الإنسان يجب أن يكون مرتبطاً بهدف مبرر، وأن هذه الحالة لا تنطبق على حظر كامل لارتداء النقاب. وأضاف أن الخطوة التي اتخدها ( مجلس النواب البلجيكي ) بفرض حظر كامل على ارتداء النقاب، تعد سابقة خطيرة فأي قيود قد تفرض على حقوق الإنسان الأساسية لا بد أن تكون متناسبة وذات أهداف مشروعة ولا يمكن شمول حظر النقاب ضمن هذا الوصف. ووصفت ( صحيفة تايمز البريطانية ) حظر النقاب بأنه (إحياء للمعركة الأوربية القديمة ضد الدين) قائلة إن قرار حظر النقاب في بلجيكا الذي يتزامن مع استعداد فرنسا لاتخاذ مثل هذه الخطوة ينظر إليه العالم العربي على أنه علامة على انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا . ونددت ( صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ) بقرار البرلمان البلجيكي حظر ارتداء النقاب، معتبرة أن هذا الإجراء نوع من التمييز ضد المسلمين وحرب ثقافية وليس إجراءً لمكافحة الجريمة. وذكرت كما جاء في صحيفة الشروق المصرية، أنه اتجاه أوروبي ( قبيح ). ونرى علينا كمسلمين أن نتحد ونتخذ موقفاً حازماً تجاه هذه الحرب بالمقاطعة الاقتصادية والصناعية والتربوية والسياسة، وحرمانهم من جميع المصالح التي يجنونها من خيرات العالم العربي والإسلامي، وأن ندعو لإقامة مؤتمر كالذي عقد في مقر عمدة العاصمة البريطانية عام 2004م والذي اهتم بالدفاع عن حق النساء والفتيات المسلمات في ارتداء الحجاب والنقاب الإسلامي وذلك تحت عنوان ( نصرة الحجاب ) وبرعاية العلامة الدكتور / يوسف القرضاوي. ( وعمدة لندن كيف ليفنجستون ). كما نرى أنه لا بد على إعلامنا المحلي والعربي والمسلم أن يركز على مثل هذه القضايا في جميع وسائله ويشد من نصرة ( ارتداء الحجاب ) ومنافع ارتدائه ، ومضار تركه وذلك من خلال الترتيب لحملة إعلامية تشارك بها وسائل الإعلام المختلفة العربية و الإسلامية، دفاعاً عن حقوق المرأة في ارتدائها الحجاب في جميع أنحاء العالم، وأوروبا بالأخص ، حيث إن حرب الدول الأوربية على الحجاب أصبح علناً محاولين النيل من المرأة المسلمة والقضاء على الحجاب الذي يمثل سترها وعفتها وكرامتها.