نشرت صحيفة صنداي تليجراف مقابلة مع وزير الهجرة البريطاني داميان جرين استبعد فيها إقدام حكومته على إصدار قرار بحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ووصف جرين المحاولة بأنها خطوة تنافي روح التسامح والاحترام المتبادل التي يقوم عليها المجتمع البريطاني. وتأتي تصريحات الوزير البريطاني ردًا على مشروع قانون بهذا الصدد قدمه نائب محافظ في البرلمان البريطاني بعد قرابة أسبوع من موافقة البرلمان الفرنسي على مشروع قانون يفرض غرامة على المرأة التي ترتدي النقاب في الأماكن العامة. وقال جرين في المقابلة: من غير المحتمل جدًا، وسيكون أمرًا غير مرغوب فيه أن يحاول البرلمان البريطاني إجازة قانون يفرض على الناس قيودًا حول ما يرتدونه، مجتمعنا مجتمع ديمقراطي ودستورنا يكفل لكل شخص حرية الاعتقاد والتصرف. وأضاف جرين: أنا شخصيًا أرى أن تقييد الناس وإبلاغهم بما يمكن أن يرتدوه وما لا يمكن أن يرتدوه وهم يمشون فقط في الشارع، شيء غير بريطاني نفعله إلى حد ما، كما قلت فإننا مجتمع متسامح وقائم على الاحترام المتبادل. وجاءت تصريحات جرين في الوقت الذي قال فيه أحد زملائه المحافظين في البرلمان وهو فيليب هولوبون الذي قدم مشروع قانون يمنع النساء من تغطية وجوهن في الأماكن العامة إنه سيرفض عقد اجتماعات مع نساء مسلمات إذا لم يرفعن النقاب لأنه لا يستطيع التعامل معهن. ومضى الوزير في عقد مقارنة بين فرنسا وبريطانيا قائلًا: هذه الخطوة ربما تكون مقبولة سياسيًا بشكل أكبر في فرنسا نظرًا لأنها دولة أكثر علمانية بشكل أقوى. ولكن من غير المحتمل أن يكون لفرض حظر على ارتداء النقاب في فرنسا التي توجد بها أكبر أقلية مسلمة في أوروبا الغربية تأثير في الهجرة في بريطانيا. ويعتقد أن ألفي امرأة فقط ترتدين النقاب من بين مسلمي فرنسا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة. يذكر أن الدستور البريطاني يمنح المواطنين الحق في تحديد ما يرتدونه دون أي تدخل من الدولة، ولا يحظر أي قانون في بريطانيا ارتداء النقاب. وبحسب مجلس مسلمي بريطانيا فإن أكثر من مليونين ونصف مليون مسلم يقيمون في بريطانيا بينهم أقل من 1% نساء منقبات أو يرتدين البرقع. وكشف استطلاع أجراه معهد يوغوف لصالح القناة الخامسة في التليفزيون البريطاني الجمعة أن ثلثي البريطانيين يؤيدون حظر النقاب في المملكة المتحدة، وذلك بعد أيام من إقرار الجمعية الوطنية الفرنسية حظر ارتداء هذا النوع من الحجاب في الأماكن العامة. وكان استطلاع للرأي أجراه معهد هاريس البريطاني في مارس الماضي لصالح صحيفة “فايننشال تايمز” أظهر أن البريطانيين هم في طليعة الأوروبيين المنفتحين على النقاب والبرقع، حيث بلغت يومها نسبة المؤيدين لحظر هذا النوع من الحجاب 57% فقط من البريطانيين مقابل 70% من الفرنسيين و65% من الإسبان. وقد زادت الخطوة الفرنسية لحظر النقاب في الأماكن العامة المخاوف من قيام حكومات أوروبية أخرى للمضي قدمًا نحو إصدار قوانين وتشريعات مماثلة تحد من الحريات التي تتمتع بها الجاليات الإسلامية هناك.