وقَّع محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد بن فهد الشريف مع مدير الجامعة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان، مدير جامعة الملك سعود، صباح اليوم الاثنين اتفاقيات بحثية واستشارية وأكاديمية عدة. وأكد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن التعاون مع الجامعة تكريس للولاء وتأكيد للعلاقة التاريخية والاستراتيجية المشتركة فيما يتعلق بموضوعات تحلية المياه في السعودية. وأثنى على الجامعة وجهودها ومبادراتها ودورها الريادي في القفز إلى مصاف الجامعات العالمية. مشيراً إلى أنها مبادرة للتعاون بين الجامعة والمؤسسة العامة لتحلية المياه فيما يتعلق بتحلية المياه. وأوضح أن الجامعة ممثلة في معالي المدير وزملائه منذ سنوات يتابعون تقنية التحلية، والاتفاقية اليوم اتفاقية رائدة. وأوضح أن اتفاقية التعاون البحثي والاستشاري تشمل سبعة برامج فرعية في مجال توطين ونقل تقنية التحلية متعددة التأثير وتحلية المياه بالطاقة الشمسية ودراسة مصادر التآكل في أنابيب نقل المياه المحلاة ودراسة المواد المانعة للترسبات والرغوة وتصنيع قطع الغيار وتصنيع الأغشية محلياً والاستفادة من ماء الرجيع في التحلية. أما اتفاقية التعاون الأكاديمي فتشمل مشاركة باحثي المؤسسة في الإشراف على طلاب الدراسات العليا بالجامعة وتقديم المشورة حول تقويم البرامج الأكاديمية؛ لضمان ملاءمة مخرجات الأقسام الأكاديمية لقطاع تحلية المياه بالسعودية. وأشاد باستحداث جامعة الملك سعود برنامج ماجستير العلوم في هندسة تحلية المياه. مشيراً إلى أن هذا البرنامج سيخدم المؤسسة بشكل كبير من خلال تأهيل كوادر وطنية قادرة على الانخراط في الأبحاث والتشغيل والصيانة في مجال تحلية المياه. من جهته رحَّب مدير جامعة الملك سعود بتوقيع الاتفاقية، وأكد أن أهمية هذا التوقيع تعود لأسباب عدة، أولها الحماس الشديد والتجربة الرائدة للمؤسسة العامة لتحلية المياه، التي سوف تثري جامعة الملك سعود، سواء في البرامج التعليمية أو برامج التنمية، "وسوف نكون فريق عمل في تطوير كثير من الأمور، وسيكون المستفيد الأساسي هنا هو الوطن وطلاب وطالبات الجامعة. والأهمية الأخرى أن الجامعة أرادت تحقيق رؤيتها الاستراتيجية في الانتقال إلى البحث التطبيقي؛ حتى يكون للأبحاث قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، ولا شك أن على رأس أولوية المشاريع البحثية بالجامعة موضوع المياه". وقال الدكتور العثمان: "الأمر السار والجميل أن هذا التعاون فيه من الشمولية التي اختص بها هذا التوقيع؛ لأنه تضمن أنواع التعاون المشترك بمشاريع محددة ومرتبطة بفترة زمنية، كما شمل التعليم. ولا شك أنها مبادرة متميزة من الجامعة والمؤسسة لتوطين صناعة تحلية المياه". مضيفاً بأن أحد مكونات الاتفاقية تأسيس أول برنامج من نوعه، هو برنامج ماجستير متخصص، يتناول مجال تحلية المياه، وهو برنامج ماجستير العلوم في هندسة تحلية المياه، وهو برنامج مشترك بين قسم الهندسة الميكانيكية والهندسة الكيميائية. العنصر الثاني المهم في هذا التوقيع هو عملية البحث والتطوير والقيمة المضافة؛ فالمؤسسة غنية في عدد براءات الاختراع التي سُجّلت باسمها؛ فهي تتجاوز ما أنتجته الجامعة في هذا المجال؛ فهناك قيمة مضافة كبيرة من التعاون بين الجامعة والمؤسسة؛ وبالتالي فإن الجامعة ستكتسب خبرة متميزة في هذا المجال، وستعطي للجامعة فرصة للاحتكاك بالخبراء العالميين عبر الشركات العالمية المتميزة. والعنصر الثالث هو العنصر الاستشاري؛ فنحن ندرك أن الدولة استثمرت استثماراً كبيراً جداً في العنصر البشري، لكنها لم تستفد من عائدات هذا الاستثمار، ولا شك أن هذه المذكرة ستعطي فرصة للدولة؛ لكي تستفيد من هؤلاء الخبراء واستثمار تلك الطاقات. والعنصر الأخير هو التعلم، وسيحقق هذا العنصر تبادل وتوطين التقنية وتدريب الكوادر الوطنية.