تعيش على الكفاف, بعد أن ضاقت بها السبل التي جعلتها تأخذ أبناءها الخمسة وتغادر منطقتها, بعد مطاردات من زوجها المدمن الذي حوله الإدمان إلى وحش كاسر, وشقيقه الذي سلك طريق الإدمان، أيضاً، ولا يفيق منه, وحاول التحرش الجنسي بابنة شقيقه, ووالدها الذي لم يستطع مواجهة جبروت زوجها, فجاءت إلى الرياض لتبحث عن "ملاذ آمن", أو مأوى لها وبناتها وأولادها, لا يملكون من الدنيا سوى 850 ريالاً شهرياً من معاش يحصلون عليه من الضمان الاجتماعي . قصة "سعودية" في بداية العقد الرابع من عمرها, تزوجت من رجل وافق عليه أهلها, ولم تكن تعلم عنه شيئاً, لتكتشف أنه مدمن مخدرات, حاولت العيش معه بكل الطرق, خصوصاً أنها حملت منه بابنتهما الأولى التي يبلغ عمرها الآن عشرين عاماً, فأدمنت الصبر على الأذى، والضرب، والإهانة, والجوع وشظف العيش, في ظل زوج همه إرضاء نزواته, وتعاطي المسكرات والمخدرات, يحصل على المال بأي طريقة, لينفقه في الحرام . لم تستطع التحمل واضطرت إلى ترك منزل الزوجية إلى بيت والدها, فكان العقاب القاسي الحرمان من أبنائها وبناتها, فقد أقسم الزوج عليها ألا تراهم ولا يروها, لتقضي أكثر من أربع سنوات محرومة منهم, حتى طفلها الصغير ابن العامين, لتفيق على اتصال من ابنتها الكبرى تستنجد بها لتحميها من "وحش كاسر" يتحرش بها جنسياً، وكان هذه الوحش هو عمها الذي أدمن المخدرات مثل والدها, ويستغل وجودها في المنزل وهو تحت تأثير المخدرات ليحاول التحرش بها . الأم جن جنونها, وعزمت على الهروب من المنطقة كلها بأبنائها, دون علم والدها الذي رفض إيواء أبنائها, خوفاً من الزوج وأهله, ومن زوجها الذي حرمها أبناءها.. جاءت إلى الرياض ومعها أولادها الخمسة أكبرهم الابنة الكبرى "20 عاماً", وأصغرهم ابن عمره 6 سنوات, وبينهما ابن "18 سنة" في الثاني الثانوي, وولد "16سنة"، وابنة "12 سنة". تنقلت من مكان إلى آخر من البيوت الشعبية الآيلة للسقوط، إلى شقق مفروشة, يتكفل بعض المحسنين بدفع إيجارها, ومن جمعية خيرية إلى أخرى, بما يجودون عليها وأولادها من مساعدات . تعرضت لتحرشات ومساومات من أصحاب النفوس الضعيفة, منهم من تحرش بها وطلبها في الحرام, ومنهم من طلب الزواج السري بابنتها الكبرى, لتصد أصحاب الشهوات وتلقنهم دروساً في الأخلاق, وأنها تموت جوعاً هي وأبناؤها، أو تعيش شريفة على الكفاف . انتقلت قبل 42 يوماً هي وأبناؤها إلى شقة مفروشة, والآن مطاردة بدفع الإيجار, تحتسب وتصمد, رغم ظروفها تلملم جراحها وتصبر بعد أن ابتلي اثنان من أبنائها بأمراض، أحدهما لديه مرض مزمن, لا تجد سوى الدعاء والتقرب إلى الله بأن يحفظها ويحفظ بناتها وأبناءها, ونظرة عطف من أهل الخير لحالها .