تعيش حياتها منذ سنوات، متنقلة بين المراكز التجارية نهارا، وتلجأ إلى الحدائق العامة للخلود للنوم وقضاء ما تبقى من الليل هي وأبناؤها الأربعة وحفيدها، بعد خلعها لزوجها السجين . مأساة امرأة وأم لأربعة أطفال وجدت نفسها في مأزق حقيقي، بعد زواج استمر لمدة 16 عاما، عندما تعرف زوجها على رفاق السوء فانجرف في تيار المخدرات، لتبدأ فصول معاناتها المتمثلة في تعرضها للضرب من زوجها المدمن، الذي لا يتوانى عن عرض ابنته ذات الأربعة أعوام على أصدقائه مقابل المال، ودخوله السجن في أكثر من قضية. الوحل الذي وقع فيه الزوج، دفعها للجوء إلى المحكمة في المرة الأولى لطلب الطلاق، إلا أن اعتراف الزوج بسلب مجوهراتها وأموالها أنهى الخلاف وتوصل الطرفان لصلح وثق في صك شرعي، لكن هذا الصلح لم يصمد طويلا حتى عاد الزوج مرة أخرى إلى الادمان وأودع السجن، ما حدا بالزوجة إلى رفع قضية خلع، وأمام ناظر القضية وافق الزوج شريطة التنازل عن مالها ومجوهراتها. عادت الزوجة المخلوعة لمنزل أهلها تحمل أطفالها، لكنهم رفضوا استقبالها، وطلبوا منها العودة إلى منزل أهل طليقها، فاختارت بدلا من ذلك العيش على حسنات الآخرين، ووجدت من يساعدها لتسكن في منزل متواضع، وذات يوم حضر الأب وطلب رؤية ابنته التي لم يتجاوز عمرها 17 عاما، لتفاجأ الأم بعد ساعات باتصال من ابنتها وإبلاغها أن والدها زوجها على صديقه مقابل سيارة وبعض المال. في البداية، أجبر العريس زوجته على السكن مع أهله، وبعد فترة نشب خلاف استدعى خروجه للعيش في شقة مفروشة طيلة ثمانية أشهر، وبعد تراكم الديون عليه، أعادها لوالدتها، ولم يسأل عنها أو عن ابنه مدة عامين، ما دفع بالزوجة إلى طلب الطلاق وإلزامه بدفع النفقة، لكنه لم يلتزم بها كما في نص الحكم، فاحتضنت الأم أولادها الأربعة وحفيدها في منزلها الذي تدفع إيجاره من مخصص الضمان الذي لا يتجاوز 800 ريال، فواجهت صعوبات الحياة ومتطلباتها، وتراكمت عليها الديون، ومكثت أيام على ضوء الشموع بعد فصل التيار الكهربائي عنها، وهو الأمر الذي دفع المالك إلى طردها من الشقة، واختارت مجبرة حياة الهوان والتشرد.