لا تزال المسنة "زينب" تنتظر التوجيهات وانتشالها من وسط أكوام القمامة والنفايات والقاذورات، وإيجاد مأوى ومسكن يعيد لها كرامتها ووضعها الإنساني والبشري، حيث إنها تنام حالياً في عرض الشارع وسط هذه الأجواء الحارة واتساخ ملابسها، في منظر تقشعر له الأبدان وأمام أعين الجميع بحي العتيبية, الذي لا يبعد سوى خطوات عن الحرم المكي الشريف، ووسط تخلي ذويها عنها وعدم تنفيذهم لتعهداتهم التى حرروها على أنفسهم في الشؤون الاجتماعية منذ سنتين. وكانت "سبق" نشرت حالتها في 1 رجب 1433 تحت عنوان "المسنة زينب تنتظر انتشال إمارة مكة والمختصين لها من النفايات".
وانتظرت المسنة توجيهات مقام إمارة منطقة مكةالمكرمة لجميع الجهات المختصة من الشؤون الاجتماعية والشؤون الصحية وأمانة العاصمة المقدسة للقيام بواجبها الخدمي والإنساني حيالها، حيث إنها تسكن وسط القمائم والأوساخ، وتشاركها القطط في طعامها ومنامها على مرأى من المارة في حي ريع الكحل بالعتيبية".
ورصدت "سبق" معاناة المسنة التي روت تفاصيلها قائلة: "توفي والدي ووالدتي، وتركا لنا منزلاً بحي جياد باعه أخي بمبلغ مليون ونصف مليون، وأخذها وتركني أصارع ضنك العيش وحيلة اليد وسؤال اللقمة".
وواصلت: "تزوجت من رجل كان يخطط لبيع منزل والدتي، لكني وقفت ضده، وعندها تركني في هذا المكان".
وطلبت المسنة تسجيلها في الضمان قائلة: "أطلب تسجيلي بالضمان الاجتماعي، والقيام برعايتي ونظافتي، وتوفير لقمة العيش والملابس؛ فأنا كما تراني "عجوز" لا أستطيع خدمة نفسي. كما أن العمال بالمحال والشباب دائماً ما يحضرون للاستهزاء بي، وبوضعي، ويصوروني".
"سبق" اتصلت بالشؤون الاجتماعية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع ريع الكحل؛ للوقوف على وضع المسنة، وبالفعل تفاعل الجميع مع الحالة، وأُعدّ تقريرٌ مفصلٌ عن الحالة، وتم مخاطبة الإمارة لتكليف جميع الجهات المختصة بتأدية دورها الخدمي والإنساني تجاه المسنة ورعايتها.
ونسقت "سبق" في حينه مع عدة جهات مختصة وجمعيات خيرية في انتظار توجيهات الإمارة لرفع المعاناة عن السيدة المسنة.
وعلمت "سبق" أن ذوي المسنة حرروا تعهداً في الشؤون الاجتماعية منذ سنتين بالمحافظة عليها وانتشالها من هذا المكان، ولكن لايزال الوضع المأساوي قائم ودون تنفيذ من أي جهة لدورها.