قرر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ في القاهرة فجر اليوم الخميس كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، معلنين أن إمعان تل ابيب في ممارساتها وآخرها العدوان الإجرامي على المدنيين العزل الذين كانوا على متن " اسطول الحرية لغزة " يؤكد عدم جدية إسرائيل في التوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة . و اتفق وزراء الخارجية على رفع توصية للقادة العرب بشأن تنفيذ ما ورد في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الاقتصادية في الكويت و التي ذكر فيها أن " المبادرة العربية لن تبقى على المائدة طويلاً"، معلنين - في الوقت ذاته- التزامهم بمقررات قمة سرت الأخيرة ، وخاصةً القرار رقم 508 بوقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل . و أعلن الوزراء التزام دولهم بإيصال المعونات الطبية والأغذية ومواد البناء لإعادة إعمار غزة ، وغيرها من الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني "بشتى الوسائل"، وتحميل إسرائيل المسئولية الدولية المترتبة على التعرض للمعونات الإنسانية والاحتياجات الضرورية لإعادة الإعمار وعدم فتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع. وأدان المجلس في بيانه الختامي العدوان العسكري المبيت الذي ارتكبته إسرائيل ضد قافلة الحرية في المياه الدولية، معتبرا ما حدث قرصنة وإرهاب دولة وتهديداً للاستقرار والأمن في البحر المتوسط، وخرقا صريحا للقانون الدولي الذي يحمى الملاحة في المياه الدولية، وللاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني. وقال البيان "إن إمعان إسرائيل في ممارساتها وآخرها في العدوان الإجرامي على المدنيين العُزَّل يؤكد بالدليل الواضح عدم جدية إسرائيل في التوصل إلى سلامٍ عادل وشامل في المنطقة وإصرارها على أن تجعل المفاوضات غير ذات فائدة أو جدوى ويُشكك في مصداقية التأكيدات والتطمينات التي قُدِّمت إلى الجانب الفلسطيني، وتكليف الأمين العام بتوجيه رسالة إلى الإدارة الأمريكية بهذا الشأن". انتظارا لموقف أوباما والأمم المتحدة تركيا تستدعي سفيرها في تل أبيب سبق - متابعة - وكالات : عاد السفير التركي فى تل أبيب أوجوز شليككول إلى إسطنبول اليوم الخميس بعد استدعائه احتجاجا على اعتداء القوات البحرية الإسرائيلية على سفن "أسطول الحرية". وعاد السفير التركي بعد انتهاء إجراءات عودة جميع الجرحي والناشطين المرافقين للقافلة إلي اسطنبول. وكشفت صحيفة "طرف" التركية اليوم الخميس عن تراجع تركيا عن إرسال سفينة مساعدات إلى غزة في حماية السفن الحربية التركية ضمن (أسطول الحرية لغزة - 2) ردا على الهجوم الإسرائيلي على سفينة (مرمرة) الزرقاء التركية التى كانت تتقدم خمس سفن أخرى للمساعدات ضمن أسطول الحرية الاثنين الماضي. وقالت الصحيفة: "إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ناقش هذا الأمر مع رئيس الأركان والقادة العسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن خلال الاجتماع المصغر لمجلس الأمن القومي برئاسته أمس، لكن المسئولين المشاركين في الاجتماع رأوا تعليق هذه الخطوة بناء على موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمم المتحدة". وأضافت: "المجلس قرر تعليق هذه الخطوة بعد أن استجابت إسرائيل لمطالب أنقرة بالإفراج الفوري عن الناشطين المعتقلين المرافقين لقافلة أسطول الحرية وتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في هجومها على سفن القافلة، وبقى المطلب الثالث وهو رفع الحصار عن غزة". ومن جانبها، ذكرت صحيفة "زمان" أن تركيا لن تتراجع عن مطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة كما نص على ذلك البيان الصادر عن الاجتماع الطارىء لمجلس الأمن الدولي، وستتقدم بطلبات تعويض لأسر ضحايا الهجوم الإسرائيلي ولن تتراجع عن مطلبها بمحاكمة المسئولين عن الهجوم.