أردوغان يدرس التوجّه شخصياً إلى غزة لكسر الحصار وواشنطن تطلب منه التريث سيطرت قوات معتدية من البحرية الإسرائيلية على سفينة مساعدات أخرى متجهة إلى قطاع غزة المحاصر أمس بعد الغارة الاجرامية التي شنتها الأسبوع الماضي على قافلة الحرية أسفرت عن سقوط تسعة شهداء على متن سفينة تركية كانت ضمن سفن القافلة. وتجاهل نشطاء ايرلنديون ومن جنسيات أخرى على متن السفينة "راشيل كوري" أوامر إسرائيلية بتحويل مسار السفينة إلى ميناء أسدود جنوبي فلسطينالمحتلة . وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي "اعتلت القوات السفينة ولم تكن هناك مقاومة من الطاقم والركاب." وجاءت هذه المواجهة في البحر المتوسط بالتزامن مع قول واشنطن الحليف الرئيسي لإسرائيل إن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "غير قابل للاستمرار ولابد من تغييره" في أوضح علامة حتى الآن على زعزعة الحصار الذي أضنى حياة 1.5 مليون فلسطيني على مدى السنوات الماضية. وتواصل غضب تركيا إزاء مقتل تسعة مواطنين أتراك في الغارة التي نفذت يوم الاثنين على قافلة سفن مساعدات غزة. ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انتقادا عنيفا لاسرائيل أول من أمس لانتهاكها إحدى وصايا العهد القديم .. "لا تقتل." وأظهرت نتائج تشريح جثث الشهداء وفقا لما ذكرته صحيفة بريطانية وجود 30 رصاصة . ومن بين الشهداء تركي يحمل الجنسية الأميركية. وقبل اعتلاء السفينة قالت متحدثة باسم جماعة غزة الحرة كانت على اتصال مشوش بطاقم السفينة إن سفنا حربية شوهدت بالقرب من سفينة الشحن "راشيل كوري" قبيل الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.وأطلق على السفينة اسم "راشيل كوري" نسبة الى ناشطة سلام أميركية مؤيدة للفلسطينيين قتلتها جرافة للجيش الإسرائيلي العام 2003 . وزعم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية العنصرية -كذباً- أن دافع النشطاء سياسي وليس إنسانيا قائلاً إنهم رفضوا مقترحا إسرائيليا أيرلنديا مشتركا لحل المواجهة بشأن السفينة التجارية المملوكة لأيرلندا. وكشفت مصادر تركية مطلعة أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يفكر في التوجه بنفسه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، فيما طلبت منه الإدارة الأميركية التريّث في مسألة إرسال سفن حربية تركية لمواكبة أسطول جديد يتم الإعداد لإرساله إلى القطاع المدمر. وكشفت المصادر أنه في إطار المواجهة المفتوحة مع تل أبيب عقب العدوان الهمجي على "أسطول الحرية" الاثنين الماضي وعاصفة الاحتجاج والإدانة التي أثارها في العالم، فإن أردوغان يفكر في التوجه بنفسه إلى غزة لكسر الحصار وأنه طرح هذه الفكرة على الدوائر الرسمية القريبة منه. وأضافت المصادر لصحيفة "المستقبل" اللبنانية ان أردوغان كاشف الإدارة الأميركية بأنه ينوي الطلب من سلاح البحرية التركية مواكبة أسطول جديد لسفن الإغاثة يجرى الإعداد له للتوجه الى غزة، لكن المسؤولين الأميركيين طلبوا منه التريث لدرس الموضوع. وقال أردوغان أول من أمس في مهرجان شعبي في مدينة قونية وسط الأناضول ان "مصير القدس مرتبط بمصير اسطنبول.. وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة"، متعهداً "عدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم". وفي واشنطن حذر السفير التركي نامق طن أول من أمس أيضاً (إسرائيل) من ان بلاده ستقطع العلاقات الدبلوماسية معها ما لم تبادر إلى الاعتذار علانية عن الاعتداء الهمجي على "أسطول الحرية" الذي استشهد فيه 9 ناشطين أتراك أحدهم يحمل الجنسية الأميركية وتقبل بإجراء تحقيق دولي حول العملية وإنهاء الحصار على غزة.