تضاربت الأنباء بشأن انسحاب الكويت من المبادرة العربية للسلام، رداً على "مجزرة أسطول الحرية". وفيما أوردت مصادر إعلامية أن الحكومة الكويتية وافقت على توصية مجلس الأمة بالانسحاب من المبادرة العربية، نفت الكويت على لسان مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية صحة تلك الأنباء. وقال السفير عبدالله المنصور إن المبادرة صدرت بقرار من القادة العرب في قمة بيروت عام 2002، والحكومة الكويتية ملتزمة بما توفق عليه العرب. وأوضح "كانت هناك مطالبات من بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي بالانسحاب ولكن لم يصدر أي قرار رسمي بهذا الشأن".. وفي غضون ذلك أمر الرئيس المصري حسني مبارك بفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة أمام المعونات الإنسانية لأجل غير مسمى. وقال مصدر في المعبر "القرار يتضمن إدخال أية مساعدات مقدمة للشعب الفلسطيني سواء من الداخل أو الخارج". وشن عضوا مجلس الشعب عن جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، واللذان وصلا القاهرة أمس عقب احتجازهما ضمن أعضاء "قافلة الحرية"، هجوماً حاداً على السلطات الإسرائيلية التي هاجمت القافلة أول أمس، واصفين ما حدث بأنه "بلطجة وقرصنة ودعارة إسرائيلية بتأييد من واشنطنوالأممالمتحدة". وتواصلت ردود الأفعال العالمية والعربية أمس ولليوم الثاني على التوالي ضد إسرائيل منددة بالهجوم على "أسطول الحرية" الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة. ففي بروكسل دعا الاتحاد الأوروبي وروسيا في إعلان مشترك أمس إلى تحقيق حيادي في العملية الإسرائيلية ضد قافلة سفن المساعدات. أما في أستراليا فقد تجمع حوالي ألف شخص في مدينة سيدني للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي كما استنكرت المكسيك "بأقوى العبارات" الهجوم على أسطول سفن المساعدات. ومن جهته قال وزير الخارجية الإسباني ميجويل أنجيل موراتينوس إن عملية الهجوم "لا يمكن تكرارها". وقال وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي المجتمعون في سنغافورة في بيان مشترك أمس إن "إسرائيل وضعت مرة أخرى عراقيل إضافية أمام السلام في الشرق الأوسط التي تدخل حاليا مرحلة حاسمة". وفي صنعاء احتشد عشرات الآلاف من اليمنيين في ميدان السبعين للتعبير عن غضبهم جراء استهداف أسطول الحرية. وندد المتظاهرون بالعدوان وبالصمت العربي والدولي إزاء الممارسات الإسرائيلية. كما أكدت سوريا بأن "الأممالمتحدة ستفقد مصداقيتها إن أفلتت إسرائيل من العقاب بعد عدوانها على أسطول الحرية". وزجت السلطات الإسرائيلية بالغالبية الساحقة من النشطاء الذين تواجدوا على متن سفن قافلة الحرية في سجن "إيلا" قرب مدينة بئر السبع. وكانت قوات البحرية الإسرائيلية قد اقتادت السفن الست إلى ميناء أشدود جنوب تل أبيب، وكانت السفينة التركية "مرمرة" آخر سفينة وصلت إلى الميناء وعلى متنها نحو 600 ناشط. كما اعتقلت السلطات الإسرائيلية 112 ناشطا كانوا على متن السفن الخمس الصغيرة الأخرى.