قطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جولة في اميركا اللاتينية وعاد الى انقرة في ضوء الازمة المستجدة مع اسرائيل بعد عدوانها على «اسطول الحرية» الذي كان يحمل مساعدات انسانية الى غزة وأدى الى «استشهاد رعايا اتراك كانوا على متن السفن». وأعلنت انقرة إلغاء مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل ودعت الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن بعدما استدعت السفير التركي في تل ابيب أحمد أوغوز تشليكول. وقال وزير الخارجية التركي داود اوغلو: «لا يحق لأحد ان يتصرف وفق ما جرى... لا احد فوق القانون». وذكرت وسائل اعلام تركية ان رئيس هيئة الاركان التركية الكر باسبوج قطع زيارته لمصر وأن وزير الخارجية تحدث هاتفياً و «بغضب» مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك. وفور اذاعة لقطات تلفزيونية حية عن الحادث من على متن السفينة التركية، المشاركة في الاسطول، ترأس نائب رئيس الوزراء بولند ارينج، القائم بأعمال اردوغان في غيابه، سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين، حضر بعضها وزير الداخلية وقائد البحرية وقائد العمليات في الجيش، وأجرى اتصالات مع مسؤولين في دول اوروبية وعربية و «صديقة» قبل «اصدار القرارات التي تعتقد تركيا ان على المجتمع الدولي اتخاذها لإدانة اسرائيل ووقف تماديها في تجاهل القوانين الدولية والتصرف بإنسانية» كما قال مسؤولون في انقرة. ووسط تظاهرات احتشدت امام القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول، دعا اليها متشددون اتراك هتفوا: «لتسقط الصهيونية والامبريالية الاسرائيلية»، واحتشاد المئات امام مقر السفير الاسرائيلي في أنقرة غابي ليفي، حذرت تركيا اسرائيل من انها «ستتحمل العواقب»، في وقت حضت جماعات تركيا على ارسال قوات الى غزة وإطلاق سراح السفن التركية. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «اسرائيل أظهرت مرة أخرى وبوضوح استهتارها بأرواح الناس ومبادرات السلام باستهدافها مدنيين ابرياء... نشجب بشدة الاعتراض الاسرائيلي غير الانساني للسفن... اياً كان السبب، فإن مثل هذا العمل ضد مدنيين لا يشاركون سوى في نشاطات سلمية غير مقبول». ووصف التصرف الاسرائيلي بأنه «ستكون له عواقب محتملة لا يمكن اصلاحها في علاقاتنا». واستدعت الوزارة السفير الاسرائيلي الى مقر الخارجية التركية محتجة على «العدوان» قبل استدعاء السفير التركي لدى اسرائيل. وكان حوالى 400 مواطن تركي على متن السفينة التركية «ماري مارامارا»، التي كانت الاولى بين السفن التي تعرضت للعدوان الاسرائيلي. ونظمت المشاركة التركية في العملية «مؤسسة حقوق الانسان والحريات والمساعدات الانسانية» في أنقرة بعدما حضت تركيا اسرائيل على السماح للقافلة بالمرور بأمان وقالت انها تحمل عشرة آلاف طن من المساعدات الانسانية. وفي وقت لاحق اعلن محمد كايا رئيس هيئة الاغاثة التركية في غزة الاثنين سقوط 15 شهيداً على الاقل معظمهم اتراك. وقال كايا، المقيم في غزة ان «عدد الشهداء وصل الى 15 شهيداً على الاقل ومعظمهم من المتضامنين الاتراك». يشار الى ان العلاقات بين انقرة وتل ابيب تدهورت منذ المواجهة العلنية بين الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء التركي على هامش منتدى دافوس العام الماضي. ولم يصدر عن انقرة تأكيد لما اعلنه وزير الخارجية اللبناني علي الشامي عن «التعاون في مجلس الامن لاصدار بيان ادانة شديد اللهجة ضد المجزرة الاسرائيلية الجديدة». ودفع الهجوم على «اسطول الحرية» والهجوم الصاروخي الارهابي على القاعدة البحرية سوق الاسهم الى التراجع بنسبة اثنين في المئة، كما تراجع سعر صرف الليرة والسندات الحكومية. وتظاهر نحو 10 آلاف شخص امس في الساحة الرئيسة في اسطنبول احتجاجاً على الهجوم الاسرائيلي، هتفوا في ساحة تقسيم وسط اكبر مدينة تركية» «الموت لاسرائيل»، و «ايها الجنود الاتراك توجهوا الى غزة»، و «العين بالعين والسن بالسن». وانتشرت اعداد كبيرة من قوات الشرطة قبل الظهر في المكان، ولم تحصل حوادث مهمة. وفي انقرة، تظاهر اقل من مئتي شخص امام مقر السفير الاسرائيلي الذي انتشرت قوات من الشرطة لحمايته.