أكد مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، رئيس لجنة النظر في حالات الإدمان، والخبير الدولي بالأمم المتحدة عبدالإله الشريف أن إحدى الدراسات التي أعدّتها وزارات الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي، المبنية على مقابلات واستبانات مع مدمني المخدرات في مجمعات الأمل بالسعودية، ودول الخليج أن 10% منهم بدأوا التعاطي في المرحلة الابتدائية، وأن 24% منهم في المرحلة المتوسطة، و36% في الأول الثانوي، و20% في الثاني والثالث الثانوي. وأشار تعقيباً على تحقيق "سبق" تحت عنوان: "الحشيش" في السعودية.. أوهام "المزاج" وادعاءات "المهدي المنتظر" والجرائم المروعة"، إلى أن هذه الأرقام تعطينا مؤشراً خطيراً على أن أكثر من 90% من المدمنين يتعاطون في مراحل التعليم العام، وهي كذلك مؤشر خطير على المرحلة الحرجة في الفئة العمرية بين 12 إلى 20 سنة.
وأضاف أن الدراسات أثبتت أن 53% بدأوا التعاطي من سن 15 إلى 20 سنة، داعياً إلى تكثيف البرامج الوقائية والتربوية في المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية والابتدائية، والعمل على بناء الشخصية، وتعزيز القيم الاجتماعية المحافظة، والتعاليم الدينية بين الطلاب، والتركيز على خطر المخدرات، وآثارها السلبية على المجتمع.
وكشف "الشريف" عن بدء برنامج "وطني" بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ووزارة التربية والتعليم، ينطلق في شهر رجب القادم، ويستمر لمدة 3 سنوات في جميع المدارس، وسينفّذ مبدئياً في مدن: الرياض، ومكة المكرمة، وجازان، وتبوك، ويليها المدن الأخرى.
وطلب من الجامعات السعودية المساعدة والعمل على البحث عن حلول وبرامج وطنية تهدف إلى توعية الطلاب والمجتمع بخطورة هذه الآفة، كما طالب من وزارة الصحة العمل على فتح مستشفيات جديدة لمعالجة المدمنين في مختلف المناطق؛ حتى تقضي على مشكلة نُدرة الأسرة في مجمعات الأمل، كما دعا رجال الأعمال إلى العمل للمصلحة العامة ودعم خطط، وبرامج مكافحة المخدرات.
وأشار "الشريف" إلى أن هناك ارتفاعاً في نسبة تعاطي "الكبتاجون"، و"الحشيش" لعدة عوامل؛ من أبرزها: البحث عن المتعة، وحب التجربة، وأصدقاء السوء، ووجود مناخ للتعاطي بعيداً عن الرقابة، والإعلام السلبي الذي يعرض جوانب إيجابية ولقطات للتعاطي والسعادة والانبساط، وأن الحشيش لا يؤدي إلى الإدمان، وهذا خطأ؛ فقد وُجد عند تحليلها أن أكثرها مواد خطرة تساعد على الإدمان والهلوسة.