أكد نائب وزير الصحة للشؤون الصحية، الدكتور منصور بن ناصر الحواسي، أن برامج الرعاية الصحية بالمملكة حققت خلال عام 2013 مؤشرات إيجابية، حيث انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع بالمملكة إلى ثماني حالات لكل ألف مولود مقارنة ب 22 لكل ألف خلال عام 2006م، كما انخفض معدل وفيات الأمهات أيضاً إلى 14 حالة وفاة لكل مائة ألف مولود حي مقارنة ب 23 حالة خلال 2006م. وشدد "الحواسي"، في الوقت نفسه، على أهمية الدور الذي تمارسه القابلات في ما يتعلق بخفض معدلات وفيات الأمهات وتحسين صحة النساء والمواليد، معتبراً أن هذا الدور محوري وفاعل.
وقال الدكتور "الحواسي"، خلال افتتاحه صباح اليوم الثلاثاء، المؤتمر الثاني للقابلات تحت رعاية وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة: "شراكة وزارة الصحة بالمملكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان "UNFPA" المكتب الإقليمي للدول العربية، تأتي في طار الدور الريادي الذي تقوم به المملكة تحت قيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد، في ظل تقديم الاهتمام والرعاية لكل ما من شأنه رفعة الإنسان في الدول العربية خاصة في المجال الصحي".
وأضاف: "المؤتمر يهدف إلى دعم وتيسير سبل تبادل الخبرات والمعارف والاتفاق على التدخلات الإستراتيجية اللازمة لتعزيز خدمات "القبالة" من أجل تقديم خدمة أفضل للأمهات بما يعود بالفائدة على الأسرة بأكملها في المنطقة العربية باعتبار أن الأسرة هي وحدة بناء المجتمعات العربية".
وطالب "الحواسي" بأهمية أن يخرج المؤتمر بتوصيات تساهم في تطوير خدمات صحة الأمهات مع التركيز على إعداد كوادر مؤهلة من القابلات للمساعدة على تقديم خدمات ذات جودة عالية بهدف تفعيل شعار الوزارة "المريض أولاً".
وقال: "برامج الرعاية الصحية بالمملكة حققت خلال 2013 مؤشرات إيجابية، حيث انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع بالمملكة إلى ثماني حالات لكل ألف مولود مقارنة ب 22 لكل ألف خلال عام 2006م، كما انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة خلال الفترة نفسها إلى تسع حالات لكل ألف مولود حي مقارنة ب 27 لكل ألف خلال 2006م".
وأضاف: "معدل وفيات الأمهات انخفض أيضاً إلى 14 حالة وفاة لكل مائة ألف مولود حي مقارنة ب 23 حالة خلال 2006م، في حين انخفض معدل وفيات حديثي الولادة لكل ألف مولود حي إلى خمس وفيات فقط مقارنة ب 12 حالة خلال 2006م، بينما ارتفع كذلك متوسط العمر المتوقع عقب الولادة إلى 75 سنة خلال 2013م، مقارنة ب 71 سنة خلال 2006م".
في سياق متصل، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة بالإنابة ممثل منظمة "اليونيسف" بدول الخليج، الدكتور إبراهيم الزيق: "المجتمع الدولي يعاني من وجود فجوة بين عدد القابلات اللائي يمارسن مهنتهن بالفعل وعدد أولئك اللائي توجد حاجة إليهن لكي ينقذن الأرواح".
وأضاف: "هناك 38 بلداً من أصل 58 بلداً لا تحقق غاياتها المتعلقة بالأهداف الإنمائية للألفية من دون الاستعانة بعدد إضافي من القابلات قدره 112 ألف قابلة".
وأردف "الزيق": "يمكن تجنب حوالي 3.6 مليون حالة وفاة كل سنة في 58 بلدا نامياً إذا تم تحسين خدمات القبالة فيها بحلول سنة 2015".
وكشف أن كل عام يشهد وفاة 358 ألف امرأة حول العالم أثناء الحمل أو الولادة، كما يموت نحو مليونين من المولودين حديثاً في غضون الساعات ال24 الأولى من حياتهم بينما يولد 2.6 مليون طفل وهم موتى، وذلك بسبب قصور الرعاية الصحية أو عدم كفايتها.
وقال: "معظم الوفيات أو حالات الإعاقة تحدث في بلدان منخفضة الدخل بسبب أن المرأة، التي تكون فقيرة ومهمّشة في كثير من الأحيان، لا تتسنى لها إمكانية الاستفادة من مرافق صحية عاملة أو من مهنيين صحيين مؤهلين، لا سيما القابلات وغيرهن ممن تتوافر لديهم مهارات القبالة".
وأضاف "الزيق": "إحصاءات منظمة الصحة العالمية تكشف أن نحو 800 من النساء وثمانية آلاف من الولدان يقضون نحبهم يومياً بسبب مضاعفات تحدث خلال فترة الحمل وأثناء الولادة والفترة التي تعقب الولادة مباشرة، ومن المؤكد أنه يمكن توقي هذه الوفيات إلى حد كبير".
وأردف: "كل عام تقع نحو ثلاثة ملايين من حالات الإملاص، ويمكن إنقاذ الكثير من تلك الأرواح إذا ما أجريت كل ولادة بمساعدة قابلة".
من جانبه، قال المدير الإقليمي لصندوق الأممالمتحدة للسكان، محمد عبد الأحد: "نشكر وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة على رعايته واستضافته لهذا المؤتمر الهام، وعلى الدعم الذي تلقيناه من الزملاء في وزارة الصحة طوال فترة الإعداد لهذا اللقاء".
وأضاف: "خطر وفاة الأمهات في المنطقة العربية يصل إلى واحدة في كل 16 أم مقارنة بواحدة في كل ألفي أمّ، وقد شهدنا انخفاضاً ملحوظاً في معدل وفيات الأمهات منذ عام 1990 بنسبة حوالي 30%، ولكننا ما زلنا في معدل أقل بكثير من الهدف المرجو تحقيقه حيث نأمل في تحقيق انخفاض بنسبة 75% بحلول عام 2015 كما ورد في الأهداف الإنمائية للألفية، وهذه الأرقام غير مقبولة بالنسبة للمنطقة ككل في القرن 21".
وأردف "عبد الأحد": "إنقاذ حياة الأمهات يستدعي وجود نظام صحي قوي وقادر على توفير كوادر مؤهلة عند الولادة، وتوفير خدمات تنظيم الأسرة تيسيراً للمباعدة بين الولادات، مع إمكانية الحصول على الرعاية المطلوبة في حالات الطوارئ وكذلك توفير الرعاية الجيدة بعد الولادة".
وتابع: "القابلات يلعبن دوراً رئيساً في ضمان حصول ولادة آمنة، لا سيما في البلدان التي تفضل النساء فيها الولادة في المنازل أو في أقرب الأماكن إلى منازلهم، أو غير القادرات على الوصول إلى أماكن تقديم الخدمات الصحية المناسبة".
وقال: "القابلات اللاتي تلقين تدريباً جيداً ولديهن المقدرة على التعرف على علامات الخطر، والقادرات على متابعة النساء في فترة النفاس يلعبن دوراً مهماً في الحدّ من وفيات الأمهات خاصة لأنن يكنّ الأقرب للمرأة وقت الحاجة".
ودعا "عبد الأحد" إلى التركز على إدراج مهنة القبالة في الهياكل التنظيمية لوزارات الصحة والسياسات الخاصة بالموارد البشرية من أجل حشد المزيد من الدعم والنهوض بالمهنة، مع الاستثمار في مجال تحسين الكفاءات وإعداد برامج التدريب المتماشية مع المعايير العالمية، فضلاً عن تفعيل التعاون بين دول "الجنوب- الجنوب" فيما يتعلق ببرامج إعداد القابلات وتعزيز تبادل المعرفة والدروس المستفادة بين الدول العربية والدول غير العربية التي تواجه تحديات مماثلة".