رمى رئيس مجموعة التلجراف البريطانية جريج هادفيلد "قنبلة الكترونية" على طاولة الصحافة الورقية معلناً استقالته بثقة المؤمن بالعمل الالكتروني، وقال هادفيلد الذي سبق وان عمل رئيساً لتحرير صحيفة "صنداي تايمز" قبل انتقاله الى رئاسة مجموعة التلجراف الاعلامية "لا مستقبل للصحافة الورقية، لذلك قررت تركت وظيفتي". وقال موقع " ميدل ايست اونلاين " ان هادفيلد الذي قاد ثورة الكترونية في مجموعة التلجراف طالب منذ توليه منصبه في يناير 2009 إعطاء أهمية إضافية للموقع الإلكتروني حتى إنه أطلق مقولة "الموقع أولا"، الصحفيين بتطوير مهاراتهم وإقامة مشاريع اعلامية فردية مبتكرة، مؤكدا ان العمل المستقبلي للصحفيين وليس لوسائل الاعلام الكبرى. واضاف في لغة واضحة فاجأت المشاركين في مؤتمر عن الاعلام أقيم بجامعة لندن "لقد قررت ترك تلجراف يوم الاثنين، وأنا ذاهب إلى وكالة إبداعية متخصصة بانشاء الشبكات التفاعلية، وسأكون شريكاً بقدرات ألمع وأفضل". واصبح جريج هادفيلد مدير المشاريع الاستراتيجية في شركة "برايتون بيست كوجاب" المتخصصة بالتطبيقات الاعلامية النقالة والتي تمتلك مكتباً أيضاً في مدينة نيويورك الاميركية. وسبق للشركة الاعلامية ان قامت بانجاز مشاريع تفاعلية على الانترنت لعملاء مشاهير في السوق البريطانية مثل نادي مانجستر يونايتد بكرة القدم ومتاجر "ماركس أند سبنسر" وهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" اضافة الى عدد من المتاحف بما في ذلك المتحف البريطاني ومتحف الفن الحديث في نيويورك. ووصف هادفيلد الشركة التي يعمل فيها 30 موظفا فقط "بانها تساعد على إعادة ابتكار المستقبل، وليس اعادة تكرار اخطاء الماضي". وحث هادفيلد الاعلاميين على أن يكونوا اكثر جرأة قائلا "إن المستقبل هو أكثر تنوعا، ليس ثمة انفصام أو قطيعة بين العمل الصحفي والتقني". وأكد ثانية على ان المستقبل هو للصحافة الفردية وليس لوسائل الاعلام الكبرى. وأشار الى ان التحدي الأكبر لوسائل الاعلام هو عدم تجزئة المشاريع الجماعية الكبرى باعترافها بالعمل المشترك والاستفادة من المهارات الفردية من دون الاشارة اليها". وخففت ادارة مجموعة التلجراف من وطأة مغادرة هادفيلد عمله مؤكدة انه جزء من التغيير الثقافي القائم. واشار مصدر في المجموعة الى ان التغييرات في الشركة متواصلة منذ انشاء وحدة رقمية جديدة وعدم الاكتفاء بالصحيفة الورقية. وشكلت صحيفة "الديلي تلجراف" أفضل مثالاً للتحول من الصحافة التقليدية إلى الالكترونية منذ اطلاق مشروعها التقني عام 2006. ويمثل التحول الأساسي في إعطاء أهمية إضافية للموقع الإلكتروني حتى إنهم أطلقوا مقولة "الموقع أولا". وأصبح موقع الصحيفة على الانترنت من أكثر المواقع زيارة على مستوى بريطانيا وانتقلت مكاتب ادارة الصحيفة إلى مبنى في منطقة فيكتوريا في قلب لندن يتلائم مع طبيعة العمل الجديد ورافق ذلك استقالة باتينس ويتكروفت رئيس تحرير "الصنداي تلجراف" لتشككه بجدوى العمل التقني الجديد. وبدا المحررون الذي يصل عددهم الى خمسمائة صحافي، يعملون على الوسائل التقنية المطبوع منها او التقني مثل الفيديو والأوديو. واستطاعت الصحيفة من خلال موقعها تقوية علاقتها مع القراء من خلال إنشاء المجموعات والبلوغرز المرتبطين بالصحيفة. ويبلغ عدد التعليقات على المواضيع في الموقع أكثر من ألفي مشاركة في اليوم الواحد. وتعتقد الصحيفة أن النجاح الأساسي يكمن في أن تجعل الناس يشاركون في الحدث بأن تفسح لهم المجال وأن يشارك الصحافيون في الموقع بأسمائهم الحقيقية حتى يصبح الحوار أكثر ثراء وجدية. وتخصص "التلجراف" قسما من ثلاثة أشخاص اسمه المعمل ويركز فيه هؤلاء على ابتكار وسائل جديدة لاستغلال التكنولوجيات الجديدة سواء في الجوال أو غوغل لتسويق المحتوى الخاص بالصحيفة. وتكشف استقالة غريج هادفيلد الملامح المستقبيلة للصحافة الالكترونية واتضاحها امام الراي العام، مثلما تضع على كاهل الصحافة الورقية مسؤولية العمل المضني لتغيير توجهها والدخول في منافسة الانترنت.