أكّد بروفيسور عالمي أن المملكة العربية السعودية تُعدُّ في مصافّ الدول المتقدِّمة في المجال الطبي، مُبيناً أن عقد المؤتمرات العلمية الدولية سينعكس إيجابياً على وجود مجتمع صحي، يسهم في البناء والنمو الحضاري والتنمية المستدامة. وأكَّد رئيس شعبة أمراض الروماتيزم في مستشفى هيتيزنج بالنمسا، البروفيسور جوزيف سمولن، في ندوة صحفية عقدها اليوم في جدة أن المملكة اهتمت بمجالات البحث العلمي التي تُعدُّ واحدة من أهم العناصر التي تسهم في الارتقاء بالبحث العلمي لخدمة البشرية. وكشف البروفيسور سمولن، خلال الجلسات العلمية للمؤتمر الأول للجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم، الذي استضافته المملكة الأسبوع الماضي بوجود أطباء عالميين، عن نتائج لأبحاث علمية ودراسات سريرية أكَّدت فعالية أكتمرا في احتواء المرض. وأوضح أن الروماتيزم يهدِّد مَن يصيبه بالإعاقة التامّة في حالة عدم التشخيص المبكِّر وتقديم العلاج المناسب، ويترك آثار تشوُّهات واضحة على المفاصل، علاوة على أنه قد يتسبَّب في اعتلال الرئة والعينين والقلب والعظام إذا أهملت إجراءات متابعته وعلاجه. وأكَّد سمولن أن العلاج البيولوجي الجديد هو الأمثل للروماتويد، حيث ثبتت قدرته على تثبيط نشاط المرض. واعتبر أن استضافة المملكة لمثل هذه المؤتمرات لمناقشة أحد الأدوية البيولوجية الحديثة الفاعلة التي أثبتت نجاحها في احتواء مرض الروماتويد والسيطرة على أعراضه وتداعياته السلبية، دليل على مساهمتها الإيجابية مع المجتمع الدولي في التغلُّب على الأمراض التي تصيب البشر. وبيَّن أن الروماتويد مرض يعطِّل حيوية الجسد بعد أن يتمكَّن من إتلاف المفاصل وتحجيم الحركة ليعاني المريض من أضرار تشبه الشلل، ويفقد معها قدرته على ممارسة مهامه اليومية، مشيراً إلى أن عقار اكتمرا استحوذ على اهتمام الحضور في الجلسات العلمية للمؤتمر، وحظي بمتابعة دقيقة لما طرحه المؤتمر من بيانات حول الدراسات المتعلِّقة به. وأفاد سمولن أن الروماتويد يُحدِث آثاراً غير محدودة على أعضاء الجسد، ولا تقتصر فقط على المفاصل، بل ينتشر أثره إلى الأعضاء الأخرى في الجسد بنسب متفاوتة؛ ما يجعل من اكتشافه مبكِّراً وعلاجه أمراً لا غنى عنه لمن يريد حياة صحية، مشيراً بأن نسب الإصابة بالمرض لا تتماثل في مختلف أعضاء الجسم، حيث يصيب أجزاء كثيرة من المفاصل، لكنه يستهدف في الأساس مفاصل أصابع اليدين بنسب تصل إلى 80 % ومفاصل أصابع القدمين بنسب تزيد عن 90 %. وأشار إلى أن الدراسات أكَّدت استجابة نسب عالية من المرضى للعقار اكتمرا، حيث يصل ثلثهم إلى مرحلة الشفاء التام، وتزيد نسب الشفاء عند التشخيص المبكِّر للمرض وتقديم العلاج الصحيح مبكِّراً، مبيناً أن دراسات أُجريت على أكثر من أربعة آلاف مريض على مستوى العالم أكَّدت دوره في خفض علامات وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي. ومن جهته، أوضح رئيس الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم، الدكتور رامز السويلم، أن المؤتمر خرج بنتائج إيجابية مهمة عن أحدث علاجات الروماتويد، كما عرض أحدث المستجدات التي تعنى بتشخيص وعلاج الأمراض الروماتيزمية، والتي شملت التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء الجهازية، والتهاب الأوعية الدموية، ومتلازمة الفوسفولبيد "فوسفوليبيد متلازمة الأجسام المضادة أو متلازمة هيوز"، وتصلّب الجلد ومضاعفاته، وهشاشة العظام والتهابات العضلات وغيرها. وتصل نسبة احتمال الإصابة السنوية بمرض الروماتويد في المملكة إلى واحد لكل 3000 شخص بحسب الإحصاءات العالمية، فيما تبلغ نسب الإصابة الفعلية بالمرض 250 ألف حالة تقريباً.