حذر المؤتمر السعودي الأول للجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم الذي اختتم أنشطته البارحة الأولى في الرياض، من زحف مرض الروماتيزم في المجتمع السعودي، وخصوصا مرض الروماتويد الذي تصل نسبة انتشاره إلى واحد لكل 3000 شخص بحسب الإحصائيات العالمية، فيما تبلغ نسب الإصابة الفعلية بالمرض 250 ألف حالة تقريبا. ودعا المؤتمر إلى مواكبة الأدوية البيولوجية الحديثة التي أثبتت نجاحها في احتواء مرض الروماتويد والسيطرة على أعراضه وتداعياته السلبية. وتناولت الجلسة الختامية للمؤتمر جانب العلاجات البيولوجية التي أقرتها منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الروماتويد، حيث أوضح رئيس شعبة أمراض الروماتيزم في مستشفى هيتيزنج في النمسا البروفيسور جوزيف سمولن، إن الروماتويد مرض يعطل حيوية الجسد بعد أن يتمكن من إتلاف المفاصل وتحجيم الحركة ليعاني المريض من أضرار تشبه الشلل، يفقد معها قدرته على ممارسة مهامه اليومية. وأضاف «مرض الروماتويد يحدث آثارً غير محدودة على أعضاء الجسد، ولا تقتصر فقط على المفاصل، بل ينتشر أثره إلى الأعضاء الأخرى في الجسد بنسب متفاوتة، الأمر الذي يجعل من اكتشافه مبكرا وعلاجه أمرا لا غنى عنه لمن يريد حياة صحية، كما أن نسب الإصابة بالمرض لا تتماثل في مختلف أعضاء الجسم، حيث يصيب أجزاء كثيرة من المفاصل، لكنه يستهدف في الأساس مفاصل أصابع اليدين بنسب تصل إلى 80 في المائة ومفاصل أصابع القدمين بنسب تزيد على 90 في المائه». وتطرق البروفيسور جوزيف سمولن في محاضرته إلى جانب الأدوية البيولوجية المستخدمة في مواجهة الروماتويد موضحا «أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت علاج أكتمرا كأحد الأدوية البيولوجية الحديثة الفاعلة، والتي أثبتت نجاحها في احتواء مرض الروماتويد والسيطرة على أعراضه وتداعياته السلبية». وأفاد أن الدراسات أكدت استجابة نسب عالية من المرضى للعلاج الجديد ويصل ثلثهم إلى مرحلة الشفاء التام، وتزيد نسب الشفاء عند التشخيص المبكر للمرض وتقديم العلاج الصحيح مبكرا، مستشهدا إن دراسات أجريت على أكثر من أربعة آلاف مريض على مستوى العالم أكدت دوره في خفض علامات وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي. وفي سياق متصل، أوضح رئيس الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم الدكتور رامز السويلم، أن المؤتمر تناول عبر جلساته العلمية المستجدات في أمراض الروماتيزم وعرض بيانات مهمة عن أحدث علاجات الروماتويد، مبينا أن أهم محاور المؤتمر اشتملت على التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء الجهازية، والتهاب الأوعية الدموية، ومتلازمة الفوسفولبيد (فوسفوليبيد متلازمة الأجسام المضادة أو متلازمة هيوز)، وتصلب الجلد ومضاعفاته، وهشاشة العظام والتهابات العضلات وغيرها.. وكلمحة طبية فإن التهاب الروماتويد المفصلي يصيب 1 في المائة من سكان العالم، وغالبا ما يصيب الفئات العمرية بين 18 - 60 عاما من الجنسين، فيما تؤكد بعض التقارير أن هذا المرض يكثر لدى النساء بشكل أكبر من الرجال بمعدل 3 نساء مقابل رجل واحد، ويعد التهاب الروماتويد المفصلي أحد أنواع التهاب المفاصل وهو الأكثر شيوعاً ويؤثر على الكثير من مفاصل الجسم المختلفة وخاصة المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، ويسبب الروماتويد المفصلي التهاب الأغشية الداخلية للمفاصل وهو ما ينتج عنه تهيج الألم وتيبس المفاصل وتورمها، ومن الممكن أن يؤدي إلى حدوث تآكل في المفاصل وبمرور الوقت قد يؤدي هذا التآكل إلى تورم في المفاصل وفقدان القدرة على الحركة، ولا تزال فعالية العلاج بالعقاقير البيولوجية هي الطريقة الأكثر شيوعا لتلقي العلاج، ويرى الأطباء أن هناك تحسينات هائلة في الطريقة التي يعالج بها التهاب المفاصل الروماتيزمي.