تتطلع هيئة الطيران المدني إلى استكمال مشروع مطار جدة الجديد وإنهائه خلال هذا العام، وبدء عمليات التشغيل المجدولة خلال النصف الأول من عام 2015م، بعون الله وتوفيقه، حيث سيجعل المملكة من الدول المتقدمة في مجال النقل الجوي لينهي 33 عاماً قضاها مطار الملك عبدالعزيز وهو يصارع من أجل البقاء، حيث يعتبر أقدم وأكبر المطارات الدولية السعودية. ويشغل مطار الملك عبدالعزيز مساحة تزيد عن 105كلم2 وهو أول مطار دولي يبنى في المملكة، حيث أطلقت عمليات التشغيل فيه خلال الربع الأول من عام 1981م وبدأ المطار بطاقة استيعابية إجمالية حسب التصميم لاستقبال ومغادرة 6 ملايين راكب من خلال الصالات الرئيسية الثلاثة الجنوبية والشمالية، وصالات الحج، بينما في عام 1995م وبعد أكثر من 10 سنوات على افتتاحه تضاعفت الحركة التشغيلية بالمطار لتقفز إلى أكثر من 12 مليون مسافر سنوياً.
ومع تأخر تنفيذ خطط التوسعة والتطوير للمطار بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد والمنطقة، إبان حرب الخليج الثانية فقد تزايدت الحاجة إلى تحديث المرافق وتطوير البنية التحتية للمطار، حيث وضعت الهيئة العامة للطيران المدني خططاً قصيرة الأجل لتحسين بعض المرافق والصالات والبنية التحتية بالمطار لمواكبة ضغط التشغيل والزيادة المطردة في أعداد الركاب والطائرات وتم الانتهاء خلال عام 2010م من تنفيذ توسعة عاجلة للصالتين الشمالية والجنوبية لزيادة المساحة المخصصة للركاب، وتزويدها بأنظمة سيور جديدة للأمتعة وأنظمة معلوماتية وأمنية حديثة، كما تم تنفيذ مشروع كامل لإعادة تصميم وبناء مجمع صالات الحج والعمرة وإسناد تشغيله للقطاع الخاص بنظام "BTO" للبناء والتشغيل ثم تحويله إلى الملكية وتهيئة الصالات وتجهيزها بمحلات تجارية ومطاعم وأماكن خدمات إضافية للركاب إضافة إلى صوالين خاصة لركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال للخطوط السعودية "الفرسان" والخطوط الدولية بالصالة الشمالية.
من ناحية أخرى، تم تطوير منطقة ساحات المطار وإعادة تحديث المدارج وتزويدها بأنظمة حديثة لتحقيق أكبر قدر لمعدلات السلامة، وتمديد بعضها بأطوال إضافية لتتطابق بالكامل مع المواصفات القياسية العالمية، وتوسعة بعض مواقف الطائرات لتوفير المرونة اللازمة في استخدام المواقف من قبل مختلف أنواع الطائرات، ثم إعادة بناء وتوسعة محطة تحلية المطار وإسناد تشغيلها للقطاع الخاص بنظام البناء والتشغيل، ثم تحويل الملكية "BOT" لضخ كميات مياه أكبر لمواجهة التوسع والازدياد في الكميات المطلوبة من المياه.
كما نجحت جهود الهيئة العامة للطيران المدني، بفضل الله، في رفع الطاقة التشغيلية للمطار وتحسين البنية التحتية، لتتواكب مع الحركة المتزايدة لتشغيل المطار، بحيث أصبح في مقدور المطار والصالات استيعاب قرابة 15 مليون راكب موزعة على الصالات الثلاثة، بمعدل 4 ملايين للصالة الجنوبية و 3 ملايين للصالة الشمالية و 8 ملايين لصالات الحج والعمرة، ما أدى إلى تسارع معدلات النمو والطلب على خدمة النقل الجوي والضغط المتواصل على مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وزيادة عدد الشركات الناقلة الراغبة في التشغيل من وإلى المطار حيث قفز العدد من 55 شركة بنهاية عام 2000 إلى قرابة 78 شركة تعمل بالمطار حالياً وتزداد خلال موسم الحج ليصل العدد إلى قرابة 95 شركة طيران تعمل بشكل مجدول وعارض.
وقد وصل عدد المسافرين الذين تم نقلهم عن طريق مطار الملك عبدالعزيز الدولي خلال العام المنصرم 2013 إلى 27 مليون راكب، كما بلغ معدل النمو في الحركة التشغيلية للمطار خلال الخمسة الأعوام الأخيرة إلى 12% سنويا، وهذا يفوق معدل النمو العالمي لحركة النقل الجوي للركاب بالمطارات العالمية والبالغ 6% على مستوى العالم و10% على مستوى منطقة الشرق الأوسط "وفق التقارير الإحصائية لمجلس المطارات العالمية عن العام 2013.
كما أن الدراسة التنبؤية التي أجراها المطار لتوقعات الحركة لعام 2014 تشير إلى أن أعداد الركاب لهذا العام سيصل إلى 28,5 مليون راكب "منها 8 ملايين راكب تقريباً حاج ومعتمر".
وأوضح مدير عام مطار الملك عبدالعزيز الدولي عبدالحميد بن حماد أبالعري أن الهيئة العامة للطيران المدني شرعت بوضع وتنفيذ خيار استراتيجي اقتصادي ينسجم مع منظومة النمو الاقتصادي المزدهر، الذي تعيشه المملكة ويلبي احتياجات سوق النقل الجوي المتنامي بالمملكة، وبناء على التوجيهات فقد سارعت الهيئة بإشراف رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأمير فهد بن عبدالله إلى تنفيذ المشروع الطموح لإنشاء وبناء المطار الدولي الجديد لمطار الملك عبدالعزيز الدولي، الذي سيمثل نقلة نوعية وتاريخية في سوق النقل الجوي بالمنطقة وقفزة فريدة إلى مصاف التنافسية العالمية في سوق المطارات وخدمة المسافرين، وسيكون مطار الملك عبدالعزيز الدولي بإذن الله احدى المطارات المحورية الهامة في المنطقة التي تجمع بين العراقة والحفاظ على دوره كبوابة جوية للحرمين الشريفين ونقطة التقاء محورية لحركة الرحلات العابرة بين الشرق والغرب مما سيعزز مكانته على الخارطة التنافسية في سوق النقل الجوي.