أفادت الجمعية الفلكية بجدة، عن رصد حلقة "الإكليل"، حول قرص القمر في سماء مدينة جدة، عند وصول القمر إلى مرحلة التربيع الأول في الأيام القليلة الماضية، ويمكن أن تتكرر مرة أخرى في كل مناطق السعودية عندما تكون الظروف الجوية مناسبة لظهورها. وأضافت الجمعية: يُعتبر "الإكليل" من الظواهر البصرية التي تظهر حول القمر، إلى جانب ظاهرة أخرى تسمى "الهالة"، وكلاهما يحدث في الغلاف الجوي للأرض، ولكن يتم الخلط بينهما لدى كثير من الراصدين".
وتابعت "فلكية جدة": حلقة "الإكليل" تنتج عندما يحدث انحراف وليس انكساراً للضوء القادم من القمر بواسطة قطرات الماء الصغيرة الموجودة في الغيوم الرقيقة التي تسمح للضوء أن يسطع خلالها في السماء، وينتج قرص ضارب إلى البياض مع حلقة ملونة وهي أصغر حجماً من الهالة.
وأفادت الجمعية بأن الهالة تنشأ عند انكسار ضوء القمر أثناء عبوره خلال كريستالات الجليد، حيث يتكون ضوء واضح حول القمر توجد له ألوان خافتة؛ وذلك نظراً لأن الضوء بالكاد يكون قوياً بشكل كافٍ لينشط مستشعرات الألوان في عين الإنسان، ويكون حجم الحلقة 22 درجة أو 46 درجة، وترتبط بكريستالات جليد سداسية الشكل والتي تقع في مستويات عالية من الغلاف الجوي، وخاصة في فصل الشتاء.
وبيَّنت الجمعية أن المساحة بين القمر والحلقة يظهر تقريباً فارغاً، وبشكل مشترك فإن أفضل وقت لرؤية "الإكليل" أو "الهالة"، عندما يكون القمر في طور البدر المكتمل عن غيره من أطوار القمر الأخرى؛ وذلك نظراً لكمية الضوء الكبيرة، إلا أنه يمكن رؤيتها أيضاً في باقي الأطوار.
وأردفت الجمعية: من ناحية أخرى، يظهر القمر في مساء الثلاثاء 11 مارس، للراصد بأنه قد ابتعد عن كوكب المشتري عما كان عليه في اليوم السابق، مبتعداً باتجاه الأفق الشرقي، فالحركة التي نراها من الشرق إلى الغرب للشمس والقمر والكواكب والنجوم عبر السماء، هي بسبب دوران الأرض حول نفسها في كل يوم، لذلك فإن الأرض هي التي تقوم بالحركة وليس القمر أو النجوم أو المشتري.
وأوضحت الجمعية أن الجزء المظلم من القمر الأحدب دائماً يشير إلى الشرق، أو اتجاه حركة القمر في مداره حول الأرض، وبالنسبة للنجوم، فالقمر يقطع ما يعادل قطره نحو الشرق في الساعة أو حوالي 13 درجة باتجاه الشرق في 24 ساعة، ويمكن للراصد ملاحظة موقع القمر بالنسبة لكوكب المشتري والنجوم البراقة مساء اليوم، وملاحظة موقعه من جديد في مساء اليوم التالي.
يُذكر أن الفرصة لا تزال مهيأة لرصد "الإكليل"، حول قرص القمر في كل مناطق المملكة، خلال الفترة الانتقالية بين فصل الشتاء والربيع.