تكشّفت تفاصيل خطيرة، أمس، حول وجهة السفينة المحمّلة بصواريخ متطوّرة يصل مداها إلى 200 كيلو متر، حيث ذكرت إسرائيل أنها متجهة إلى "حماس" في غزة، حيث أبحرت من إيران وتوقفت في العراق، بحسب اعترافات الطاقم، وهو ما نفته المعارضة الأريترية جملةً تفصيلاً؛ نظراً لأن السفن الإسرائيلية ألقت القبض على السفينة قبالة سواحل السودان وأريتريا، وليس قبالة السواحل الإسرائيلية والفلسطينية، ولرغبة إسرائيل في التأثير في المفاوضات الإيرانية النووية، بحسب المعارضة الأريترية. وذكرت المعارضة الأريترية أن السفينة كانت متجهةً للحوثيين في اليمن عن طريق أريتريا التي ستتولى مهمة التهريب، وذلك بحسب صحيفة "القدس" العربية.
وعرضت القنوات الإسرائيلية مقطع فيديو يعرض عملية القبض على السفينة التي أعلنت مصادر إسرائيلية أنها متوجهة لحركة حماس عن طريق البحر، وهو ما نفته إيران وسخرت منه.
وقال مصدرٌ في المعارضة الأريترية: إن سفينة الأسلحة التي ضبطها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، تمت السيطرة عليها بالقرب من الساحل الأريتري قرب ميناء حسمت.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديثٍ لصحيفة "القدس العربي"، أن السفينة "لم تكن متجهةً إلى غزة، ولكن لمخازن أسلحة في أريتريا، ثم إلى الحوثيين في اليمن".
وذكر المصدر أنه "على الرغم من أن العلاقات ممتازة بين إيران والنظام الأريتري، إلا أن العلاقات التي تربط أريتريا بإسرائيل لا تجعلها تغامر باستقبال سفينة إيرانية مُرسلة بأسلحةٍ إلى غزة".
وأضاف أن "العلاقات المتوترة بين إيران وحماس على خلفية الموقف من النظام السوري لا ترجّح إرسال أسلحةٍ إلى غزة من إيران"، مضيفاً أن "الإعلان الإسرائيلي عن أن وجهة السفينة إلى غزة يأتي لغرض الضغط على إيران بشأن الملف النووي".
وختم المصدر تصريحاته بقوله إن "التعاون وثيقٌ بين إسرائيل والنظام في أسمرا، وأن الإسرائيليين موجودون في الجزر الأريترية في البحر الأحمر منذ زمنٍ طويلٍ، وهي أيضاً مكان آمن لتخزين السلاح الإيراني".
من جهته، أكّد سفير الولاياتالمتحدة لدى إسرائيل "دان شابيرو"، أن إسرائيل والولاياتالمتحدة تعاونتا في تقاسم المعلومات الاستخبارية قبل اعتراض سفينة الأسلحة الإيرانية في البحر الأحمر.
وأضاف أن "واشنطن تعلم علم اليقين بأن إيران تدعم الإرهاب في جميع أرجاء الشرق الأوسط"، مرحباً باسم بلاده بعملية اعتراض السفينة.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن قواتها من البحرية الخاصّة قد تمكنت من الاستيلاء على سفينة تبعد 1500 متر عن إسرائيل في البحر الأحمر، وتحديداً قرب سواحل السودان وأريتريا، وعلى متنها صواريخ من نوع إن 302 مُرسلة من إيران إلى الفصائل المسلحة في قطاع غزة.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن هذا النوع من الصواريخ يصل مداه إلى 200 كيلو متر، ويحمل رأساً حربياً يزن أكثر من 100 كيلو جرام.
وفي السياق ذاته أعربت مصادر إسرائيلية عن تقديرها بأن إسرائيل ستُخلي سبيل أفراد طاقم السفينة ال 17 الذين أبحروا بالسفينة والصواريخ من إيران باتجاه السودان؛ لأنهم تعرّضوا للخداع، ولم يكونوا على علمٍ بحقيقة حمولة السفينة.
ويتكون طاقم السفينة من 17 فرداً من جنسياتٍ: تركية وأذربيجانية وجورجية وبنمية، حيث حملت السفينة العلم البنمي، واتضح بعد التحقيق معهم، وفقاً للمصادر الإسرائيلية، عدم وجود أي علاقة بينهم وحمولة الصواريخ.
وكان المعارض الأريتري "شوقي محمد أحمد"، وهو أمين أمانة الإعلام بالحزب الإسلامي الأريتري للعدالة والتنمية، قد صرح بمعلومات تفصيلية في وقتٍ سابقٍ، الشهر الماضي، لصحيفة "القدس العربي"، ونشرها موقع "المنبر الحر للجماهير الأريترية" الإخباري، وصحف يمنية وعربية عدة، حول سفينة إيرانية أفرغت أسلحتها في أريتريا، الشهر الماضي، قائلاً: إن السفينة رست في ميناء (حسمت) الأريتري يوم 19 من الشهر الماضي، وتمت عملية إفراغ حمولتها من الأسلحة الثقيلة في ميناء قديم على ساحل البحر الأحمر شمال أريتريا في منطقة (حسمت)، حيث يتم تهريب السلاح للحوثيين في اليمن.
وأضاف المعارض الأريتري أن نظام بلاده لديه علاقات قوية مع إيران بهدف ابتزاز الدول العربية، وأضاف أن النظام الأريتري ليس لديه مصادر طبيعية للدخل، فهو يرتزق من خلال اللعب على تناقضات المنطقة، والاستفادة من أزماتها السياسية، وأضاف أنه يقوم بالدور نفسه مع إسرائيل.
وتحدث المعارض عن وجود ثلاثة معسكرات تدريبية للحوثيين في أريتريا يقودها ضباطٌ من الحرس الثوري الإيراني بالقرب من منطقة ميناء عصب قبالة المعسكر الكبير للجيش الأريتري المسمّى (ويعا)، وذكر أن المعسكر الثاني يقع على ساحل البحر الأحمر بين منطقتَي حسمت وإبريطي، والثالت قرب منطقة ساوى قرب الحدود الأريترية - السودانية، وهو أحدث المعسكرات المستحدثة من قِبل الحرس الثوري الإيراني، ويقع قرب معسكر الجيش الأريتري في منطقة ساوى.
وتدق هذه المعلومات - في حال صحتها - ناقوس خطرٍ للسعودية، بأن عليها أن تتنبّه من خطر أريتريا، فالمملكة هي المستهدف من هذه التحركات الخطيرة؛ نظراً لأن أريتريا تتلقى أموالاً طائلة من إيران، ولديها علاقاتٌ عميقة مع إسرائيل، وهي محطة إستراتيجية مهمة للإضرار بمصالح السعودية، حيث يبلغ طول ساحلها على البحر الأحمر أكثر من ألف كيلو متر تحدها بحرياً السعودية واليمن، وهذا ما يبرز أهميتها.