أطاح رجال البحث والتحري الجنائي بشرطة العاصمة المقدسة بزعيم العصابة المالية، التي تخصصت في سلب النساء أثناء قيام أولياء أمورهن بالصلاة، خاصة في صلوات "المغرب والعشاء والفجر"، ويستخدمون في ذلك السلاح الأبيض من سكاكين وسواطير لتخويف الضحايا قبل سلبهن. وكانت "سبق" قد انفردت بنشر القضية قبل يومين.
وتمكنت فِرق البحث والتحري من إلقاء القبض على ثلاثة جناة من أفراد العصابة، الذين يعملون "جزارين" بشكل غير نظامي بجوار حلقة الأغنام والخضار بحي الكعكية، وقاموا بسلب ضحيتين (مصرية وسعودية)، كان زوجاهما قد تركاهما داخل سيارتيهما، ودخلا إلى صلاة العشاء بمسجد قريب من حلقة الخضار والأغنام بالكعكية؛ إذ هاجموا الضحية الأولى (المقيمة المصرية)، ووضعوا السكين على رقبتها، وسلبوا محفظتها وجوالها، وكان زوجها داخل المسجد.
واتجهوا بعدها لسيارة أخرى، داخلها امرأة سعودية، تنتظر خروج زوجها من المسجد، وقاموا بتهديدها، ووضع السكين على رقبتها عقب فتح باب السيارة، وسلبوا منها الجوال ومحفظتها أيضاً، وفروا هاربين من مسرح الجريمة.
وتم إبلاغ الجهات الأمنية بالحالتين؛ وباشرت فرق البحث والتحري الجنائي بشرطة العاصمة المقدسة مهام عملها للبحث والتحري عن الجناة، والقبض عليهم بأسرع وقت.
وعليه صدرت التوجيهات من القيادات الأمنية لشرطة العاصمة المقدسة بمتابعة الجناة، والقبض عليهم، وتقديمهم للعدالة، وتم إثر ذلك تشكيل فريق أمني لمباشرة الحالة، وتمكن الفريق من القبض على أفراد العصابة واحداً تلو الآخر بحي العكيشية (جنوبي مكة)، وكذلك حي الحديبية (على طريق مكة - جدة القديم)، وعثر بحوزتهم على المسروقات.
وتولى فريق أمني من إدارة البحث والتحري لشرطة العاصمة المقدسة ومركز شرطة الكعكية التحقيق مع المذنبين، وكشفت التحقيقات معهم أن هناك شريكاً رابعاً يتزعم هذه العصابة، وهو الذي يحدد الضحية، ويخطط قبل تنفيذ جريمتهم؛ فتم إلقاء القبض عليه، ولا يزالون رهن التوقيف والتحقيق قبل إحالتهم للجهات المختصة والحكم عليهم شرعاً.
وكشفت التحقيقات أن الجناة سجلوا اعترافاتهم بالقيام بنحو 10 قضايا جنائية مماثلة، ويجري أخذ بصماتهم لمعرفة كل الجرائم المتورطين فيها.
وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة، المقدم عاطي بن عطية القرشي، أن الجهات الأمنية بشرطة العاصمة المقدسة بُلّغت بوجود عدد من الوافدين تخصصوا في الاعتداء على النساء داخل سيارات أزواجهن وأولياء أمورهن أثناء انتظارهن خارج المساجد مستخدمين السلاح الأبيض لتخويف الضحايا، وأخذ أغراضهن الشخصية من نقود وأجهزة اتصالات.
وأكد المقدم "القرشي" أن الجهات الأمنية تعاملت مع البلاغات بتكوين فريق عمل أمني بمتابعة من مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة، اللواء عبدالعزيز بن عثمان الصولي، وإشراف من مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف القرشي، الذي وجّه بتكثيف عمليات البحث والتحري وتقليص دائرة الاشتباه التي أسفرت - بفضل من الله وتوفيقه - عن القبض على أربعة متهمين، جميعهم من الجنسية الإفريقية.
وبعد سماع أقوالهم الأولية اعترفوا بما نُسب إليهم من اتهامات، إضافة إلى عدد من القضايا الأخرى المماثلة؛ وتمت إحالتهم وملف القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام، لاستكمال الإجراءات اللازمة بحكم الاختصاص.