بَارَى الباحث الدكتور عبدالله بن فراج الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في دعوى محاسبتها لخطباء الجمعة، الذين يتناولون في خطبهم قضايا سياسية، مقللاً في هذا الشأن من حسمها لهذا الأمر، وجزم بالقول إنه سيدل من سيحاسب فيها من الوزارة هؤلاء الخطباء على المساجد، التي يتناول فيها في كل جمعة، خطبة سياسية بحسب قوله. وأضاف: التوحيد ليس المقصود منه أن نعطي لكل خطيب خطبة مكتوبة يتلوها على الناس، بل نحدد لهؤلاء الخطباء مواضيع محددة يتحدثون بها إلى الناس، هذا أمر قد يكون فيه منفعة لهذا الخطيب وفيه منفعة للناس.
وتابع بالقول: عندما ينتشر لون من الأفكار غير ملائم لمجتمعنا ونحتاج إلى أن نبث أفكاراً تكون ملائمة لهذا المجتمع، قد نلجأ لمثل هذا التوحيد نعطيه رؤوس الموضوعات، وهو الذي يقوم بكتابة خطبته والرجوع إلى المراجع، ويكتب خطبته كما يريد، لا نتدخل في عمله حينئذ، لكنه ملتزم بالموضوع الذي يكون موضوعاً للخطبة، يتحدث فيه مع الناس.
ولفت إلى فائدة توحيد خطب الجمعة بالقول: هذا سيمحو كثيراً من المشكلات التي تعانيها مساجدنا في هذه الأيام، الذي يكون كل تيار يأتي منه خطيب يناصر تياره فيكون خطبه كلها منصبة لمناصرة هذا التيار، أو يكون له جماعة ينتمي إليها فتكون خطبه كلها لمناصرة هذه الجماعة.
وزاد "الشريف": نحن نريده – أي الخطيب - أن يكون للمسلمين كلهم، نريده أن يكون للمجتمع ويعيد للمسجد الوظيفة الأساسية التي شرع من أجلها بناء المساجد وهي العبادة لله عز وجل والذكر وتلاوة القرآن ويبث على الناس مواعظ تعيدهم إلى دينهم، وتجعلهم أقرب إلى الله عز وجل، وأقرب إلى اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.
واستدرك بالقول: لكن لا يكون فيه مجال أن يكون المنبر منبراً سياسياً يناصر فئة ويشتم فئة أخرى، مشيراً بالقول حتى في بعض المساجد أحياناً الإمام قد يكون قد اختلف مع آخرين فيجعل من منبره شيئاً يهجو به من اختلف معه هذا لا يصح ولا يجوز.
وانتقد الكاتب "الشريف" دور الوزارة في حسم هذا الملف بالقول: يجب على الوزارة ألا تتنصل من هذا الموضوع وأيضاً لا تقول لنا إنها حاسبة وهي لم تحاسب لأننا نسمع كل يوم تصريحاً أنهم يحاسبون على تسييس المنابر والحقيقة فليأتي من يقول إنه يحاسب وندله على المساجد التي كل جمعة فيها خطبة سياسية.
وواصل: نريد أن يكون الالتزام صحيحاً، نلتزم وندفع عن المساجد الأذى لأنه أحياناً في أوقات الفتن قد يكون لهذه الخطب أثر بليغ في صرف الناس عن الحق وصرفهم إلى الباطل، بسبب هذه الخطب، ونحن نريد أن نخرج من هذه الدوامة، دوامة الفتن التي بدأت تخرج في كل بلد بسبب ما يدّعي أنه ثورات وبحث عن الديمقراطية مؤكداً أن من يبحثون عن الديمقراطية لا يؤمنون بها أصلاً.
وكان برنامج "يا هلا" على قناة روتانا خليجية الذي يقدمه الإعلامي علي العلياني قد أثار هذا الموضوع أمس، مشيراً إلى تصريح فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري لصحيفة الحياة الذي نفي فيه توحيد خطب الجمعة لاختلاف البيئات.
وأكمل: إن توحيد الخطب بين الجوامع التي تشهد إقامة صلاة الجمعة أمر غير وارد، مرجعاً الأمر إلى اختلاف البيئات، حيث إن ما يقال في القرية لا يقال في المدينة، وما يقال في منطقة لا يناسب أخرى، لذا يُترك للخطيب اختيار الموضوعات التي تهم المجتمع الذي يخاطبه.
وكان عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث قد طالب بتوحيد خطب الجمعة لأسباب منها أنه لا يكون فيها ثغرة لأي شخص لديه أجندة أو فكر لا يتوافق مع السياسة أو موالٍ لجهات إقليمية أخرى.