أكد متخصصون في المجال الصحي ان قرار مجلس الوزراء اليوم بحظر الإعلان عن مشروب طاقة أو القيام بالحملات الدعائية أو الترويجية له بأي وسيلة إعلامية جاء تفاديل للأضرار السلبية لها، كما حظر القرار على شركات مشروبات الطاقة ووكلائها وموزعيها ومسوقيها رعاية أي مناسبة رياضية أو اجتماعية أو ثقافية، وحظر توزيع هذه المشروبات مجاناً على المستهلكين بجميع الشرائح العمرية، ويُمنع بيعها في المطاعم والمقاصف في المنشآت الحكومية والمنشآت التعليمية والصحية والصالات والأندية الرياضية الحكومية والخاصة، وإلزام أصحاب المصانع ومستوردي مشروبات الطاقة بكتابة نص على عبوة مشروب الطاقة باللغتين العربية والإنجليزية يحذِّر من الآثار الضارة له. وعلمت "سبق" أن الهيئة العامة للغذاء والدواء - وهي المخولة بإصدار التراخيص لهذه المشروبات في الوقت الحاضر - سوف تصدر بياناً تفصيلياً عن مكونات هذه المشروبات، والأضرار التي قد تتسبب فيها في حالة تناول كميات منها.
وتعد مشروبات الطاقة ممنوعة في كل من كندا وأستراليا والنرويج والدنمارك وماليزيا وتايلاند، وفي فرنسا ممنوع بيعها إلا في الصيدليات.
وكانت وزارة الصحة قد قامت بإجراء دراسة، استمرت تسعة أشهر، بمشاركة وزارة التجارة والصناعة وهيئة المواصفات والمقاييس السعودية ومتخصصين في التغذية، أظهرت أن هناك تأثيرات جانبية خاصة عند الإفراط في تناول هذه المشروبات بشكل يومي، ولكن الشركات توسعت في الإعلان عن مشروبات الطاقة، وتنافست الشركات في الاستحواذ على أكبر شريحة ممكنة من فئات المستهلكين، حتى أن البعض منها بدأ يسوقها بشكل مجاني على الشباب والمراهقين في أماكن تجمعاتهم المختلفة.
وقال المتحدث الرسمي والأمين العام للجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني إن قرار مجلس الوزراء يعد قراراً غير مسبوق في مجال تعزيز الصحة في المجتمع، من خلال الحد من أضرار المشروبات والمنتجات الصحية، وهو ما يمثل مواجهة صارمة للحد من عبث شركات مشروبات الطاقة والترويج لها، وخصوصاً في ظل الحملات المكثفة التي اتخذتها تلك الشركات لجذب فئات اليافعين والشباب من كلا الجنسين لتعاطي هذه المشروبات من خلال وسائل دعائية، تبثُّ رسائل ماكرة بأنها مشروبات تعطي الحيوية والنشاط والقوة في جو من الإثارة والمتعة والتشويق، ويتم ذلك في ظل ضَعف الأنظمة الرقابية الإعلامية على مثل هذه الأساليب الدعائية.
وأضاف: تكمن خطورة المشروبات في احتوائها على نسبة عالية من الكافيين والسكريات، إضافة إلى احتوائها على مواد ومركبات لم يُعرف حتى الآن ضررها على الصحة.
كما تكمن الخطورة أيضاً فيما أشارت إليه بعض الدراسات من أن تلك الأساليب الترويجية والتسويقية لخصائص كالنشاط والقوة والحيوية قد تؤدي للجوء إلى الأدوية أو المخدرات لاكتساب مثل تلك السمات، وهذا ما يحصل لدى شبابنا الآن من استخدام بعض أنواع الأدوية المحتوية على نسبة عالية من الكافيين ومزجها مع مشروبات الطاقة.
وقال: تتطلع الجمعية من مجلس الوزراء لمزيد من الاهتمام بقضايا الصحة العامة في السعودية، وخصوصاً ما يتعلق بالمشروبات الغازية السكرية، وكذلك الأطعمة والوجبات السريعة الغنية بالدهون والأملاح والسكريات، كما تطالب بفرض ضرائب عليها، يتم الاستفادة منها في دعم برامج تعزيز الصحة والتوعية الصحية.
تجدر الإشارة إلى أنه ينص على عبوات مشروبات الطاقة بعدم تناولها من قِبل مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم والحوامل والمرضعات والأطفال أقل من 16 سنة ومرضى السكر وأثناء ممارسة الرياضة، وكذلك عبارة (تناول أكثر من عبوتين في اليوم قد يؤدي إلى الإضرار بالصحة).
ويرى استشاري الأطفال رئيس قسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، الدكتور فهد بن صالح العريفي، أن "مشروبات الطاقة المتداولة، خاصة بين فئة المراهقين، الذين يعتقدون أنها تمدهم بالطاقة، لها أضرار لا تُحمد عقباها، خاصة عند تناولها بشكل متكرر خلال 24 ساعة.
ومن خلال عملنا في أقسام الطوارئ تأتي حالات كثيرة من الأطفال والمراهقين بأعراض تتعلق بارتفاع مادة الكافيين، التي تزيد على معدل ما هو موجود في المرطبات، وتصل إلى 20 ضعفاً في بعض تلك المشروبات.
ومن الأعراض الناتجة من ارتفاع معدل مادة الكافيين في الدم عند هؤلاء الأطفال والمراهقين ازدياد دقات القلب لتصل إلى 150 في الدقيقة، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة تدفق الدم للعضلات، وتقليل كمية الدم إلى الجلد، وهذا ما نلاحظه من شحوب في الوجه في حالات التسمم".
وعن كيفية زيادة الطاقة عبر هذه المشروبات أوضح الدكتور العثمان أن ذلك ليس سراً؛ إذ تحتوي على كمية كبيرة من السكر سريع الامتصاص (الجلوكوز)؛ ما يعطي طاقة عالية.
فحسب المدون على تلك العلب فإنها تحتوي على: الطاقة 45 سعراً حرارياً لكل 100مل (أي 112- 120 كيلو سعر لكل علبة 250مل)، والكافيين (المخدر). ومن أراد بديلاً لذلك السكر فليأكل قليلاً من العنب أو يشرب عصيره، ويكون ذلك دون آثار جانبية.
وتحتوي تلك المشروبات على الكافيين بنسبة كبيرة جداً 32ملجم لكل 100مل مشروب (أي 80ملجم في العلبة)، وبعض تلك المشروبات لم يحدد فيها نسبة الطاقة أو الكافيين.