حذر الأمين العام للمركز الوطني للبحوث في جامعة الملك سعود الشباب من الشركات الهادفة للربح المادي التي تستهدفهم على حساب صحتهم، بهدف تغيير سلوكياتهم بالاعتماد على ما يسمى "مشروبات الطاقة" التي تعتبر اسما على غير مسمى، مؤكداً أن فهذه المشروبات لا تمد من يشربها إلا بالطاقة المزيفة المبنية على السكريات والكافيين بنسب ضارة بالصحة، ما جعل دولاً عديدة تمنع تداولها لأضرارها الصحية، ومن تلك الدول استراليا والنرويج والدنمارك وماليزيا وتايلند وأورغواي وفي فرنسا يمنع بيعها إلا في الصيدليات. وبين الدكتور نزار الصالح أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود، أن الجهات المعنية في المملكة تحذر من هذه المشروبات لأخطارها العديدة على من يداوم على شربها، مستشهداً بنتائج دراسة حديثة اجريت في استراليا أكدت أن تناول مشروب الطاقة يوميا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية حتى بالنسبة إلى الشباب، وبينت نتائج الدراسة أن تناول علبة معدنية سعة (250 مليلترا) من مشروب الطاقة يزيد لزوجة الدم، ويزيد من فرص الإصابة بالجلطة الدماغية، وفي تصريح للاختصاصي في أمراض القلب في مستشفى إديلايد الملكي بأستراليا، الباحث سكوت ولوفبي، بين أنه بعد ساعة على تناول مشروب الطاقة تتوقف أجهزة الدم عن العمل بشكل طبيعي، وأضاف أن هذه العوارض يمكن توقعها عند المصابين بالأمراض القلبية الوعائية، كما بين أنه إذا ازدادت اللزوجة وتراجع تأثير الأوعية الدموية فإن هذا يزيد الأمر تعقيداً مؤكداً أن الأمر يصبح أكثر خطورة في حال إصابة المرء بضغط الدم، أو أمراض القلب والأوعية، وقال إن مشروب الطاقة يحتوي على نسبة عالية من الكافيين تصل إلى ثمانين ميلغراما، في العلبة المعدنية العادية. وأوضح د. الصالح أن نتائج الدراسات السابقة اتفقت مع ما لاحظه قسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من تزايد حالات الأطفال والمراهقين التي يتم علاجهم نتيجة تناولهم مشروبات الطاقة ويكونون بأعراض تتمثل في ازدياد دقات القلب التي تصل إلى (150 دقة) في الدقيقة، وارتفاع في ضغط الدم، وزيادة تدفق الدم للعضلات، وقلة كمية الدم المتجه للجلد . وختم الصالح بالقول إن مشروبات الطاقة تدمر الشباب من خلال تعويدهم سلوكيات الاعتماد على تناولها باستمرار نتيجة لوجود مادة الكافيين بمعدلات غير طبيعية، وسوف يكونون عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض التي تجعلهم عالة على مجتمعهم، فالشباب بدلاً من الحصول على الطاقة من مصادرها الطبيعية يلجأون للبدائل التي عملت الشركات المصنعة لمشروبات الطاقة على خداعهم، وتزييف الحقائق، وإخفاء المعلومات الطبية الموثقة عنهم ، منوهاً إلى أهمية حاجة الشباب لممارسة حياتهم بعيداً عن الاستغلال التجاري الرخيص، كما هم بحاجة للغذاء الصحي الذي يبني أجسادهم، ويجعلهم يمارسون حياتهم بعيداً عن الأخطار.