إتهم الروائي والصحفي بجريدة "الحياة" عبد الواحد الأنصاري، الشاعر جاسم الصحيح باقتباس قصيدته التي ألقاها في مهرجان الجنادرية من قصيدة قديمة للشاعر والناقد محمد الهويمل، وقال الأنصاري ل"سبق" أنه فوجئ بقصيدة الشاعر الصحيح، مما جعله يستدعي الذاكرة لقصيدة كتبها الشاعر الناقد محمد الهويمل بالبحر والقافية والروي نفسها قبل بضعة عشر عاماً، وأهداها إلى سمو ولي العهد "النائب الثاني آنذاك"، وبالرجوع إلى القصيدتين نكتشف أنهما من البحر نفسه وهو: الكامل، ومن القافية نفسها، ومن حرف الروي وحركته أيضاً. وأضاف الأنصاري: لكن ما يستدعي الإلتفات والتساؤل عن انتحال الشاعر جاسم الصحيح لقصيدة الهويمل هو البيت الذي يقول فيه الشاعر الصحيح: ما خنت صقار الجزيرة حينما.... رباك فوق يمينه الصقار فهذا البيت مطابق للبيت الذي قاله الشاعر محمد الهويمل في قصيدته قبل بضع عشرة سنة وهو: صقر وما رباك بيت إنما... رباك فوق ذراعه الصقارُ وأضاف عبد الحميد الأنصاري قائلاً: لا أستطيع أن أقول هنا أنها المصادفة، أو وقع الحافر على الحافر. وأضاف: أن فن المديح هو من الفنون التي يتأثر فيها الشعراء بعضهم ببعض، وقديماً في قصيدة كعب بن زهير رأينا تأثراً بقصيدة علقمة الفحل اللاميّة، والأمر نفسه شاهدناه في أغراض أخرى مثل غرض الرثاء، إذ كانت قصيدة مالك بن الريب متأثرة بقصيدة عبد يغوث بن الحارث. وقال: إن ثمة كتباً ورسائل ألفت في هذا النوع من الاقتباسات وأبوابه، لكن مهما كانت هذه الظاهرة منتشرة في تاريخ الشعر العربي فإن التأثر المباشر الشبيه بالاقتباس أصبح نادراً في أيامنا الحالية. واللافت للنظر أن الشاعر محمد الهويمل، الذي ترك الشعر إلى الكتابة في الفكر، بعد طباعته ديوانه المعروف: "إذا هزها وجع مريمي"، هذا الشاعر يعود إلى الضوء الآن، من خلال قصيدة جاسم الصحيح، المتأثرة بقصيدته السابقة: غرضاً، وبحراً، وقافية، وحرف رويّ، والمتضمنة اقتباساً مباشراً منه في أحد أبياتها حرفاً ومعنى، ما يعني أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، وأن قدر الهويمل أن يظهر على ساحة الشعر، ولو عبر أشهر قصيدة ألقيت في هذا العام، وهي قصيدة الجنادرية. والمفارقة الأخرى، أنه لا أحد يعرف قصيدة الهويمل، فيما تناقلت الأفواه قصيدة الصحيح، غير أنّ الذاكرة العربية الشعرية المتقدة لا تخبو، والشيء بالشيء يذكر، والحديث ذو شجون.