تناول عدد من الكتاب الصحفيين مشكلة سامي الجابر مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، مع برنامج "في المرمى" بفضائية العربية، فاعتبر الكاتب خلدون السعيدان أن بعض وسائل الإعلام المحلي تمارس دوراً محبطاً وهادماً، وأن التعامل مع "الجابر" نموذج لهذا الدور، فيما أكد الكاتب خالد السليمان تفهمه لغضب سامي الجابر وأسرته، ورفضه التام لأية إساءة، مؤكداً أن هوية "الجابر" الوطنية يستمدها من جذوره الضاربة في أعماق وطنه. ورغم اعتراف الكاتب حسن الحارثي بأن قناة "العربية" أخطأت، لكنه يرى أن الخبرة خذلت "الجابر"، حينما وقع في شرَك تصعيد القضية.
وفي مقاله "إعلام محبط.. سامي الجابر نموذجاً" بصحيفة "الرياض" يقول الكاتب الصحفي خلدون السعيدان: "تمارس بعض وسائل الإعلام المحلي دوراً محبطاً وهادماً ومخذلاً وغير بنّاء من خلال تناولها لبعض المنجزات الوطنية"، ويضيف: "سامي الجابر أحد الكوادر الوطنية المهمة في مجال الرياضة، ومكانته كبيرة إقليمياً ودولياً، ومع ذلك فقد عانى الأمرّين داخلياً وتعرض لسيل من الانتقادات المستمرة والتي وصلت إلى مرحلة التشكيك والإلغاء وبكل الوسائل. لم تتعامل تلك الوسائل الإعلامية مع سامي على أنه "مُنتَجٌ" محلي مبدع بحاجة إلى الدعم، والإشادة حتى يشتد عوده ويصنع له اسماً في عالم التدريب؛ رغم أن الخليج وإعلامه وبعض المتابعين والمعنيين يشيدون به وبجرأته وتجربته، ويؤكدون أنه يملك من المقومات ما يجعله يتميز في مجاله".
ويطالب "السعيدان" المذيع بتال القوس بالتعامل مع "الجابر"، كما تعاملت "العربية" مع "القوس" نفسه، بالتشجيع والاحتضان، يقول "السعيدان": "ما نريده من إعلامنا الرياضي أن يكون منصفاً لتجربة سامي الجابر، وألا يستسلم لتعصب الجماهير. وحين يأتي إعلامي متميز ومثقف، مثل بتال القوس في برنامجه في المرمي وهو يتهكم بكل سخرية من سامي الجابر وإنجازاته فهنا الاستغراب الحقيقي؛ لأن بتال القوس وهو يحمل الوعي الكبير يعرف جيداً أن البدايات لا بد أن تكون محفوفة المخاطر ولا بد للموهبة من الرعاية المستمرة، لكي تثمر كما حصل معه شخصياً فحين جازفت قناة العربية ومنحته فرصة كبيرة للظهور على شاشتها، فهذا دليل على حرص القناة والقائمين عليها على احتضان المواهب السعودية وصقلها والصبر عليها وليته يتعامل مع الجابر بمثل ما تعاملت معه القناة".
وتحت عنوان "السعودي سامي الجابر!" بصحيفة "عكاظ" يقول الكاتب الصحفي خالد السليمان معلقاً على لفظ أحد الجماهير: "أتفهم غضب سامي الجابر وأسرته، فأن يقوم شخص نكرة أمام ملايين المشاهدين بتجريدك من هويتك الوطنية أمر لا يمكن تقبله ولا افتراض حسن النية فيه"، ويضيف "السليمان": "ما تعرض له سامي الجابر وأسرته أمر مرفوض قانونياً وأخلاقياً".
ثم يتوجه "السليمان" إلى "الجابر" نفسه قائلاً: "طِبْ نفساً، فهويتك الوطنية لا تستمدها من شهادة جاهل أو حتى عاقل، بل تستمدها من جذورك الضاربة في أعماق وطنك، وعلى الأقل -يا سامي- تمّت نسبتك لبلد يرجع له كل عربي أصيل، لكن هناك مدرج بأكمله نسب لمجاهل إفريقيا!".
وتحت عنوان "خذلتك الخبرة يا سامي" يقول الكاتب حسن الحارثي: "قناة العربية أخطأت، ومقدم البرنامج وعد بتقديم اعتذار، وفعل، والمقطع الذي يدّعي الكابتن أنه إساءة له ولعائلته، لم يكن سوى صوت مشجع غير واضح، وليس دفاعاً عن أحد. أجزم ومعي كثيرون أن قناة كالعربية أكبر من أن تُقحم نفسها في مسألة عنصرية وتصنيف قبلي واجتماعي مقيت".
ويستدرك الحارثي قائلاً: "كان الأجدر بالكابتن الكبير أن يترفّع عن الوقوع في شرك التصعيد لقضية لا تهم أحداً، ولن تضيف لعائلته واسمه شيئاً، فالقريب من سامي يعرف أصله وفصله، والجمهور الرياضي يبحث عن الرد داخل الملعب وليس في ردهات المحاكم".