السكون في الشارع الرياضي أمر غير محبب، فلا بد من الصخب والانفعال حتى ترضي حماس الجماهير، على ألا يتجاوز ذلك حدود الكرة وجنونها، لكن الكابتن سامي الجابر ترك الكرة جانبا، وأخذ الجمهور باتجاه آخر لم يعرفه من قبل، وهو ما فسره البعض بمحاولة تغطية أخطائه كمدرب، عقب تراجع مستوى ونتائج فريقه الهلال في أول تجربة تدريب يخوضها. قناة العربية أخطأت، ومقدم البرنامج وعد بتقديم اعتذار، وفعل، والمقطع الذي يدعي الكابتن أنه إساءة له ولعائلته، لم يكن سوى صوت مشجع غير واضح، وليس دفاعا عن أحد. أجزم ومعي كثيرون أن قناة كالعربية أكبر من أن تقحم نفسها في مسألة عنصرية وتصنيف قبلي واجتماعي مقيت. لكن خطأ الجابر كان مضاعفا حين أخذ يجرجر الشارع الرياضي إلى مساحة لا تعنيه، وبدا كمن حصل على صيد ثمين، إذا اعتبرنا أن هناك خطأ أصلا، فانتساب الجابر وغيره من السعوديين والعرب إلى اليمن شرف لا منقصة فيه، وفي نهاية الأمر أصدر بيانا صار حديث الشارع الرياضي الذي لا يعنيه أصلا إن كان الجابر من "شعيب النميلات" أو من صعدة. من المعروف في كل مكان في العالم أن جمهور كرة القدم أشرس فئات المجتمع، وأكثرها عنفا لفظيا، وحتى سلوكيا، وهناك جماهير ترتكب جرائم قتل بحق نجومها، و"الكوتش" سامي يعي ذلك جيدا، ومن المفترض بعد كل سنوات الخبرة أن يكون قد وصل إلى مرحلة التصالح مع ذاته أولا، ثم مع الجماهير التي لن ترضى بأي شيء مهما فعل. وكان الأجدر بالكابتن الكبير أن يترفع عن الوقوع في شرك التصعيد لقضية لا تهم أحدا، ولن تضيف لعائلته واسمه شيئا، فالقريب من سامي يعرف أصله وفصله، والجمهور الرياضي يبحث عن الرد داخل الملعب وليس في ردهات المحاكم.