أرادت عائلة أن تتنزه على شاطئ السميرات القريب من شاطئ الشقيق بمنطقة جازان، إلا أن رحلتها انقلبت إلى معاناة بسبب تخاذل واستهتار ثلاث جهات حكومية لم تقم بالأداء المناط بها. وذكر مسفر البديوي الشهراني وناصر البديوي الشهراني قصة معاناتهما، حيث قالا: "ذهبنا عصر قبل أمس لمنطقة السميرات- القريبة من الشاطئ- فعلقت سيارتان كنا نقلها داخل الصبخة، وكانتا بهما عوائل؛ حيث كنا نستقلّ أربع سيارات".
وتابعا: "تم إخراج العوائل من السيارتين العالقتين وحملهم إلى الشاطئ على الأرجل، بينما تم الاتصال بدوريات حرس الحدود حيث حضرت دورية واحدة وبها اثنان من الأفراد، فطلبنا منهما سحب السيارتين العالقتين، غير أنهما اعتذرا لعدم وجود حبال سحب لديهما، وأخبرونا بضرورة الاتصال بالدفاع المدني بالدرب".
وأضافا: "قمنا بإبلاغ الدفاع المدني فكان ردهم أنه ليس لديه سيارات سحب، ووجهونا بضرورة الاتصال بسيارات السطحة الخاصة بحمل السيارات؛ حيث يتوفر لديها حبل سحب، غير أننا لم نتمكن من ذلك لضعف شبكة الاتصال بالمنطقة؛ حيث لا يتم الاتصال إلا بالطوارئ، فتم الاتصال مرة أخرى بحرس الحدود- بعد حلول الظلام- وطلب المساعدة منهم مرة أخرى، إلا أنهم طلبوا منا الاتصال برئيس المركز التابعين له، وتم إعطاؤنا رقماً ثابتاً، تبين أنه (مفصول)، ما دعانا لتكرار الاتصال بالدفاع المدني، فأرسل سيارة من نوع صالون بها سائق واحد فقط".
وأردفا: "بينما أحضر حبل (ليو) حديدي خاص بالسحب، وتم ربطه بإحدى السيارات العالقة وأثناء عملية السحب، وبينما شقيقي قريب من الحبل- انقطع والتف على ساق شقيقي فأصابه بإصابات بالغة ونزف على إثرها كميات من الدم، وتم إسعافه بمستشفى الدرب وسط صيحات العوائل والوالدة، التي سقطت في الصبخة أكثر من مرة، بعد سماعها بإصابة شقيقي".
واستطردا: "وبعد ذهابنا إلى مستشفى الدرب العام لإسعاف شقيقي تفاجأنا أن الإسعافات أولية لا تفي بالغرض، ولا تتماشى مع قوة الإصابة، لهذا فقد قرروا ضرورة نقله لمستشفى عسير المركزي بأبها، غير أنهم رفضوا نقله بالإسعاف، رغم اعتذارهم عن علاجه".
وأضافا: "بعد ذلك تم الاتصال بالدفاع المدني لطلب سيارة إسعاف لنقل شقيقي لمستشفى عسير، لكنهم رفضوا أيضاً بدعوى أنها لاستخدام المرضى من الأفراد فقط، فتم نقله بواسطة سيارة خاصة، وما زال الجرح ينزف، ولم يتم تضميده بشكل جيد من قبل مستشفى الدرب، وبعد الوصول لمستشفى عسير- تم إدخال شقيقي بصورة سريعة لغرفة العمليات".
وناشدا أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بضرورة محاسبة كل الجهات الحكومية المتخاذلة.
وقالا: "نرجو محاسبة حرس الحدود على عدم المساعدة حتى ولو بماء للأطفال ومحاسبة الدفاع المدني على ما فعلوه من السحب العشوائي والاستهتار بأرواح الآخرين وعدم إحضار الإسعاف لنقل المصاب، ومحاسبة مستشفى الدرب، على سوء الخدمات، وعدم نقل المصاب لعسير بعد تعذر العلاج عندهم".
من جهته قال الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود بمنطقة جازان العميد عبدالله بن محمد محفوظ: "إشارة للشكوى المقدمة من كل من مسفر البديوي وناصر الشهراني عليه نفيدكم بأنه اتضح أن قطاع بيش تلقى بلاغاً يفيد بوجود سيارتين مغرزتين شمال مركز السميرات بحوالي 14 كيلومتراً؛ الأولى من نوع صالون، والثانية من نوع فورد إكسبلور".
وقد حضرت الدورية للموقع ولم تستطع إخراج السيارتين لصعوبة موقع التغريزة، وتم تزويد أصحاب السيارتين بأرقام أصحاب الونشات والسطحات المدنية التي تستطيع إخراجها، إلا أنهم رفضوا أخذها، كذلك رفضوا الإدلاء عن أي معلومات عنهم أو تقديم هوياتهم الشخصية، وأفادوا بأنه يجب على الدورية هي التي تقوم بإخراجها وإمكانيات الدورية لا تسمح.
بعد ذلك اتصل حرس الحدود بالدفاع المدني، وحضرت دورية من الدفاع المدني، وأيضاً لم تستطع إخراجها لوعورة الموقع. وفي اليوم التالي حضر الدفاع المدني بسيارة أخرى، وتم إخراج السيارتين، علماً أن الدورية استمرت في عملها، وتقوم بمراقبة السيارتين العالقتين حتى اليوم الثاني.