تذمّر بعض أهالي قريتي "الرايغة" و"السرين" (70) كم شرق محافظة صبيا من سحب غبار الكسارات، الذي سبب لهم العديد من المشاكل الصحية والبيئية، حيث أنّهم يستنشقونه وبشكل يومي، وأنّه لوث أجواء القرى الهادئة، وأحدث تلفاً بالثروة الحيوانية والنباتية. ولفت كل من "يحيى حين النجعي" و"زيد إبراهيم النجعي" و"محمد جابر جعوني" و"ناصر موسى" أنّ الكسارات أصبحت تحيط بالقرى من كل جانب، ولا تبعد عن المناطق السكنية سوى كيلومتر واحد، وقد تسبب ذلك في إتلاف المزروعات، والتأثير على صحة الأهالي، والإضرار ببيئة القرى والتي عرفت واشتهرت بالزراعة، ولم تعد المنطقة صالحة لترعى فيها المواشي؛ لأنّ الأشجار والنباتات تلوثت ببقايا ومخلفات الكسارات. وأوضح "أحمد مكعكم" أحد سكان قرية السرين أنّه يقطع بشكل يومي مسافة لا تقل عن (70) كم؛ من أجل المراجعة بابنته لقسم الطوارىء بمستشفى صبيا، حيث تأخذ جلسات علاجية للربو، والذي أصابها جراء تأثرها من انبعاثات الكسارات. وكشف "محمد النجعي" أنّ تفجيرات الصخور التي تنفذها الكسارات تسببت في تصدعات وشقوق بمنزله، وأنّ بعض الأهالي اضطروا إلى ترك منازلهم طلباً للسلامة. وبيّن "ناصر موسى" و"عبد الرحمن علي" أنّ الأهالي قد تقدموا بشكوى لمحافظة صبيا ضد تواجد هذه الكسارات وتكاثرها، الأمر الذي يؤثر على صحة سكان القرى المحيطة، وإتلاف محاصيلهم والإضرار بمواشيهم، والتي تعدّ مصدر الدخل الوحيد لمعظم الأهالي، مناشدين الجهات المعنية بنقل الكسارات إلى مكان بعيد عن المناطق السكانية، وإلزامها بوضع "فلاتر" لمنع تطاير الغبار والأتربة في الهواء، وكذلك رش الطرق المؤدية إليها بالمياه. "الرياض" طرحت المشكلة على طاولة "محمد عباس حكمي" (محافظ صبيا) الذي أكد على أنّ توجيهات سمو أمير المنطقة واضحة، وذلك بالسماح للكسارات التي تعمل ضمن إطار المجمعات المرخص لها من قبل وكالة الوزارة للثروة المعدنية بمزاولة عملها، لافتاً إلى أنّ هناك اشتراطات على تلك الكسارات بتركيب فلاتر، وإذا تبين بأنّها تخالف التوجيهات يتم إيقافها عن العمل، مضيفاً بأنّهم لم يمكنوا أيّا من الكسارات بالعمل خارج المجمعات، أو مخالفة اشتراطات هيئة الأرصاد وحماية البيئة ووكالة الوزارة للثروة المعدنية.