يفتتح أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان بن عبدالعزيز غداً الأربعاء "جامع الوالدين" الذي بناه على نفقته، براً بوالده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ووالدته الأميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد آل سعود. ويقع مشروع الجامع على أرض مساحتها مائة ألف متر مربع على طريق الملك فيصل بمدينة تبوك، ويتكون من مبنى الجامع، ومبنى سكني للإمام والمؤذن، وساحات خارجية، ومواقف للمركبات، وغرف للخدمات بمساحة تبلغ 50 ألف متر مربع، تعلوه ست مآذن، ارتفاع الواحدة منها 44 متراً.
وكان الأمير فهد بن سلطان وضع حجر أساس الجامع في الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى من العام 1433ه .
وفي تصريح بهذه المناسبة أشاد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بحرص الأبناء والبنات على بر والديهم في حياتهم، وبعد مماتهم.
وقال إن فكرة الأمير فهد بن سلطان في إيجاد جامع لوالديه سنة حسنة تحمل في طياتها المعاني الخيرة، والبعد العقلي والشرعي الواسع، حيث إن إيجاد هذا المشروع الضخم في بنائه مع ملحقاته وتوابعه يتجاوز كونه لأداء الصلوات المفروضة وصلاة الجمعة، إلى أن يكون منارة حضارية دينية شرعية تجمع بين الدعوة إلى العقيدة والشريعة، والرؤية الحضارية العصرية.
وأضاف: "إن للمشروع بعداً إسلامياً عظيماً من خلال تنظيم البرامج الدينية والشرعية التي تعلم الناس، وتثبت العقيدة الصحيحة والفهم الوسطي المعتدل لشريعة الإسلام، وتعطي البعد الحضاري في معاني البناء والتشييد".
وأشار إلى الأجر الكبير الذي يجازى به المنفقون لأموالهم في بناء وإعمار بيوت الله، مستشهداً بما ورد في القرآن العظيم من بيان لمكانة المسجد وفضل العناية به، ومشروعية عمارته حساً ومعنى في أكثر من موضع.
وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على المكانة العالية والمنزلة الرفيعة للمساجد منذ فجر الإسلام الأول، حيث كان أول عمل قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند وصوله إلى المدينةالمنورة مهاجراً إليها من مكةالمكرمة هو بناء المسجد، حيث أمره الله تعالى، فكان المسجد المجمع الأول للمسلمين، والجامعة الأولى التي تعلم فيها الصحابة - رضي الله عنهم - وأخذوا منها أحكام الإسلام وتعاليمه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شتى العلوم والمعارف، لم يحتاجوا إلى غيره، فكانوا مصابيح الدنيا وقادتها، ومكن الله لهم في الأرض، فملؤوها علماً ومعرفة وعدلاً، وانتشر الإسلام عن طريقهم شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
وأضاف الوزير صالح آل الشيخ قائلاً: إن المساجد بيوت الله، وأحب البقاع إليه، أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يجتمع فيها المسلمون للعبادة، ويلتقون على الخير، يتعارفون ويتآلفون، وتقوى صلاتهم، وتتوطد علاقاتهم، يقصدها المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة لأداء أعظم أركان الإسلام العملية، ووظيفة إمام المسجد وظيفة عظيمة الخطر، بالغة الأثر، وهي أهم مظاهر الحياة الإسلامية، ومن أعظم مقومات اجتماع المسلمين، وتآلف قلوبهم، ووحدة صفهم، خاتماً تصريحه بدعاء الله - سبحانه وتعالى - بالتوفيق والسداد، والأجر الجزيل، والمثوبة العظيمة لسمو أمير منطقة تبوك على هذا العمل الإسلامي الكبير.