يُعد مشروع جامع الوالدين الذي يُنفذ على نفقة أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، براً بوالده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووالدته الأميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، معْلماً إسلامياً بارزا،ً ونموذجاً حديثاً في التصميم، في مدينة «تبوك». وتمثّل تفاصيل المسجد تجديداً وتحديثاً لعمارة المساجد من خلال رؤية جديدة في العمارة، ومحاولة لطرح فكر جديد لشكل الجامع من دون المساس بالقواعد والأصول الإسلامية، ليكون إضافة جديدة للتطور الحضاري الذي تعيشه المملكة. وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، أن فكرة الأمير فهد بن سلطان، في إيجاد جامع لوالديه، سنّة حسنة وتحمل في طياتها المعاني الخيرة والبعد العقلي والشرعي الواسع. وقال آل الشيخ في حديث إلى وكالة الأنباء السعودية: «إن إيجاد المشروع الضخم في بناء جامع على مساحة 50 ألف متر مربع مع ملحقاته وتوابعه، يتعدى كونه لأداء الصلوات المفروضة وصلاة الجمعة، إلى أن يكون منارة حضارية دينية شرعية تجمع بين رؤية الأصل والعقيدة والشريعة، والرؤية الحضارية العصرية، مشيداً باختيار الأمير فهد بن سلطان لتصميم الجامع الذي يجمع بين فكرتين، هما: الجمع بين الأصالة والمعاصرة». وأضاف، أن المشروع له بُعد إسلامي عظيم من خلال تنظيم البرامج الدينية والشرعية التي تعلم الناس وتثبت العقيدة الصحيحة والفهم الوسطي المعتدل لشريعة الإسلام، ويعطى البعد الحضاري في معاني البناء ومعاني التشييد. من جهته، أوضح الاستشاري المشرف على المشروع نبيل عباس، أن المشروع يقع على أرض مساحتها 100 ألف متر مربع على طريق الملك فيصل بمدينة تبوك، ويتكون من مبنى الجامع ومبنى سكني للإمام والمؤذن، وساحات خارجية، ومواقف للمركبات، وغرف للخدمات بمساحة تبلغ 50 ألف متر مربع، تعلوه 6 مآذن ارتفاع الواحدة منها 44 متراً، مشيراً إلى أنه رُوعي في مداخل النساء اتجاهها للمكان المخصص لهن الذي يتسع لأكثر من 4 آلاف مصلية، لافتاً إلى أن تصميم مبنى الجامع جاء بشكل غير تقليديّ، إذ اتخذ شكلاً انسيابياً متيحاً فرصة كبيرة لصفوف أمامية للمصلين، وتصغر كلما اتجهنا إلى خلف الإمام، محققاً انسياباً ومجالاً مقترنين في حُلة جديدة يسهل بها الدخول والخروج للمصلين بحركة انسيابية بسيطة وآمنة في أوقات الذروة. وأضاف عباس أن الفكرة المعمارية لمشروع جامع الوالدين، راعت وجود ساحة كبيرة خارجية للصلاة، كما روعي في التصميم توفير الحدائق والمناطق الخضراء المحيطة بالمسجد لفصله عن الشوارع ومواقف للمركبات تجنباً للضوضاء والتلوث وتحقيقاً للهدوء والسكنية. مشيراً إلى أن مشروع جامع الوالدين، يمر بمراحله الزمنية المقررة، إذ تم الانتهاء من القواعد الإنشائية، وإنشاء الأعمدة، والحوائط الأسمنتية وجاري العمل في القبب الرئيسة لمبنى الجامع والمآذن الستة، مؤكداً أن المشروع سينتهي من تنفيذه في الوقت المحدد. يُذكر أن الأمير فهد بن سلطان يتابع مراحل تنفيذ المشروع، منذ أن وضع حجر أساسه في 22 جمادى الأولى لعام 1433ه، ويطلع على نسب الإنجاز التي وصل إليه تنفيذ المشروع ليسع أكثر من 15 ألف مصلٍ. وقدّم عباس شكره لأمير منطقة تبوك على هذا الإنجاز، مستذكراً ما قام به الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي شهد له أهل الوطن، وشهد له العام العربي والإسلامي بوقوفه مع كل عمل خيري نافع، وبخاصة الأعمال الدعوية والدينية ونشر هداية القرآن الكريم وبناء المساجد والمراكز الإسلامية في الداخل والخارج.