برزت في الآونة الأخيرة خلافات هددت موسم العمرة لدى المصريين، بعد أن منعت السلطة السعودية هبوط طائرات مصر للطيران إلى مطار المدينةالمنورة، وبالمقابل منعت مصر خط المدينة - القاهرة لشركة الطيران السعودية، ما ترتب عليه عودة 26 معتمراً من مطار القاهرة. وقدم موقع "أخبار مصر" تحقيقاً حول الأزمة، كشف فيه مسئولون بمصر للطيران أن الأزمة سببت خسارة بلغت نحو 300 ألف جنيه يومياً، بينما أشار مدير الخطوط الجوية السعودية إلى أن المشكلة في طريقها للحل، نافياً عقد اتفاقات مع شركات طيران منخفضة التكاليف. رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران المهندس حسين مسعود قال إنه لا يجب أن ننساق وراء الإشاعات حول أسباب الخلاف، وأوضح أن تحديد خطوط الطيران وعدد الساعات والمسافات تحددها سلطة الطيران المدني، مشيراً إلى أن سلطة الطيران السعودي لم تتقدم حتى الآن بطلب للسماح لأي شركة خاصة بالهبوط في مطار القاهرة. وأضاف أن حجم التعامل مع السعودية يبلغ 21 رحلة أسبوعياً لجدة، ومن أول يونيو سترتفع إلى 28 رحلة أسبوعياً، وفي المواسم تصل إلى 56 رحلة أسبوعياً. هذا بالإضافة إلى 14 رحلة أسبوعياً إلى الرياض ترتفع في يونيو إلى 21 رحلة أسبوعياً، فضلاً عن 4 رحلات الأسكندرية - الرياض. وتوجد 14 رحلة أسبوعياً إلى الدمام تزيد إلى 21 رحلة بدءاً من أول يونيو، إضافة إلى 3 رحلات أسبوعياً الأسكندرية - الدمام. أما بالنسبة للمدينة المنورة فقال رئيس مجلس إدارة مصر للطيران إنه "منذ 3 سنوات لم تكن هناك رحلات القاهرة - المدينة لشركة مصر للطيران، الآن وبعد اتفاقية السماء المفتوحة أصبح عندنا 7 رحلات أساسية أسبوعياً و7 إضافية إلى المدينة." وأضاف "لأن مطار المدينة ليس بالمطارات الكبيرة والأساسية، طلب الطيران السعودي مع بدء موسم العمرة خفض الرحلات، فقمنا بإلغاء الرحلات الإضافية، ولكن لم يشعر الراكب بها لأن شركة مصر للطيران قامت عندئذ باستخدام طائرات أكبر مما عوض نقص الرحلات. واستمر ذلك حتى 31 مارس عندما طلبت السعودية تقليل الرحلات الأساسية وجعلها يوماً بعد يوم، ثم في 5 أبريل طلبت إلغاء استقبال طائرات من دون إبداء أسباب." وقال رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية الطيار علاء عاشور إن تعليق رحلات طيران القاهرة - المدينةالمنورة حقق خسائر كبيرة للشركة، وأثر بشكل مباشر على إيراداتها وصل إلى حوالي 300 ألف جنيه يومياً." وأضاف أن تعليق هذا الخط لم يؤثر سلباً على الشركة فحسب، بل أثر أيضاً على الركاب، حيث اضطر عدد كبير منهم إلى تغيير برنامج سفره وترتيبات حجوزاته وإقامته بالأراضي السعودية، إضافة إلى طول فترة الرحلة. وأشار إلى أنه بعد تعليق خط المدينة تم زيادة عدد الرحلات المنتظمة لجدة إلى 4 رحلات يومياً بدلاً من 3 نظراً لأن الراكب يضطر إلى التوجه إلى جدة ومنها إلى المدينة عن طريق البر بواسطة الحافلات التي تكفلت مصر للطيران بتجهيزها لتوفير الراحة لركابها. من جانبه، نفى مدير الخطوط الجوية السعودية بمصر عبد الرحمن الهمدان معرفته بأي اتفاقات مع شركات طيران منخفضة التكاليف نجم عنها توتر في العلاقات بين مصر للطيران والخطوط السعودية، وقال إن العلاقات بين الشركتين تعود لأكثر من 60 عاماً، مؤكداً أنها متينة وقوية لا تؤثر فيها الشائعات. وأضاف أن سلطات الطيران المدني في البلدين هي الجهة الوحيدة المنوطة بإصدار القرارات فيما يتعلق بخطوط الطيران المدني، موضحاً أن إيقاف الرحلات بين القاهرةوالمدينة لا يعدو عن كونه من الأمور التنظيمية التي تقوم بها سلطة الطيران المدني بالسعودية بين حين وآخر لمواجهة تكدس الركاب في المواسم المختلفة ومراعاة للطاقة الاستيعابية لمطار المدينة، وقال الهمدان إن "المشكلة في طريقها للحل وستعود الأمور إلى نصابها بين الأشقاء." من جهة أخرى، قالت عضو غرفة شركات السياحة المصرية بلكيز أحمد إن شركات السياحة المصرية تأثرت بقرار تعليق رحلات القاهرة - المدينة، حيث اعتذر عدد من المعتمرين عن الرحلة تجنباً لمشقة الانتقال من مكة إلى المدينة والتي وفرتها الشركات عن طريق أتوبيسات. وأضافت "كنت أتوقع ألا تستغرق تلك المشكلة سوى يومين أو 3 على أقصى تقدير، إلا أن الأمور يبدو أنها تفاقمت من حيث لا ندري"، مشيرة إلى الخسارة التي سببها أن 25% من المعتمرين ألغوا رحلاتهم. من جانبه، أرجع مالك إحدى شركات السياحة عادل عبد الجواد أسباب الخلاف إلى أن السعودية طلبت من مصر للطيران السماح لإحدى الشركات الخاصة المنخفضة التكاليف بالهبوط في مطار القاهرة الدولي، وعندما رفضت مصر للطيران قامت السعودية بإيقاف رحلات مصر للطيران المتجهة مباشرة إلى المدينةالمنورة. وأضاف أن الخطوط السعودية لم تضر نتيجة لهذا الإجراء حيث ستصبح التذكرة القاهرة - جدة - المدينة، وفي المقابل يكون "الطيران المصري هو الخسران". وأكد أنه بعد قرار السعودية إلغاء رحلات مصر للطيران إلى المدينةالمنورة، قامت الشركة الوطنية برد قيمة فرق التذكرة إلى شركات السياحة التي قامت بالمقابل بردها إلى المعتمرين.