يبدو أن المسافرين إلى القاهرة هذا الصيف لن يجدوا أمامهم خيارات أخرى سوى السفر على متن مصر للطيران أو الخطوط السعودية بالأسعار المرتفعة التي تفرضها الشركتان، حيث مازالت سلطات الطيران المدني في مصر متمسكة بقرارها بعدم فتح مطار القاهرة أمام خطوط الطيران الاقتصادية. وكان من المفترض أن تبدأ الشركة المصرية العالمية للطيران بتسيير أولى رحلاتها بين جدةوالقاهرة الأسبوع الماضي بعد أن حصلت على الموافقة من الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة إلا أن خطط الشركة المصرية تعرقلت بسبب رفض سلطات الجو في مصر فتح الخط لها، وقال المصدر: \"لقد كنا على وشك الاحتفال بالمصرية العالمية هذا الأسبوع إلا أنه يبدو واضحاً أنها لن تتمكن من تسيير رحلات بين جدةوالقاهرة بعد أن أخبرتنا الشركة أنها لم تحصل على الترخيص من الجانب المصري.\" وأضاف المصدر (رفض ذكر اسمه) أن الهيئة تعمل حالياً على الترخيص لشركة \"اير كايرو\" لتكون ثاني شركة طيران اقتصادي مصرية تدخل إلى المملكة إلا أنه لا يبدو واضحاً ما إذا كانت سلطة الطيران في مصر ستسمح لها بالسفر إلى المملكة. وقال المصدر في هيئة الطيران المدني: \"إن القرارات التي تتخذها سلطات الطيران في مصر ليست من صالح المستهلك ولا من صالح السياحة في البلدين.\" ومازالت سلطات الطيران المدني المصرية ترفض تماماً فتح مطار القاهرة أمام شركات الطيران الاقتصادي السعودية أو المصرية ليبقى هذا الخط حكراً على مصر للطيران والخطوط السعودية. وكانت سلطات الطيران في مصر قد رفضت للسماح لسما وناس بتسيير رحلات من المملكة إلى القاهرة نظراً لأن مطار القاهرة لا يستقبل أي خطوط طيران اقتصادية بحسب ما صرح به المسؤولون في مصر. ولكن المصدر أكد أن الهيئة لم تصنف شركتي سما وناس على أنهما شركتا طيران اقتصادي إذ إن التراخيص التي حصلتا عليها هي تراخيص عادية لمشغلين جويين بكامل الخدمات. وتعليقاً على الموقف المصري تساءل أحد خبراء الطيران المصريين : \"إذا كانت الهيئة في المملكة لم تصنف سما وناس على أنهما شركتا طيران اقتصادي، فكيف للسلطات في مصر تصنيفهما على هذا الأساس؟\" وأضاف الخبير المصري (رفض ذكر اسمه): \"لقد سبق أن حدث نفس الموقف بعد أن اعترضت السلطات في مصر على فتح مطار القاهرة أمام شركة طيران اقتصادية اشترتها الخطوط الإيطالية (أليتاليا) إلا أن الإيطاليين بعثوا بترخيص يوضح عكس مزاعم السلطات المصرية وتم فتح المجال الجوي لها.\" ويعتبر خط سفر القاهرةجدة من أهم الخطوط الملاحية لمصر للطيران وللخطوط السعودية حيث تبلغ الحركة على هذا الخط أكثر من 3 ملايين راكب سنوياً بحسب إحصاءات لهيئة الطيران المدني. وجاء الرفض المصري ليقطع الفرصة على العائلات السعودية ذات الأعداد الكبيرة والعمالة المصرية الموجودة في المملكة بالسفر إلى مصر بتكاليف أقل من التكاليف الحالية التي تفرضها كل من الشركتين المحتكرتين لكل الرحلات من وإلى القاهرة. وكانت الهيئة قد اعتبرت عدم السماح لشركتي طيران سما وناس منخفضتي التكاليف بتشغيل رحلات إلى القاهرة مخالفة واضحة لاتفاقية الأجواء المفتوحة التي وقعتها الهيئة مع نظيرتها المصرية في عام 2006. وأوضحت الهيئة في بيان سابق أن مذكرة التفاهم بين البلدين لم تتطرق إلى تحديد النمط التشغيلي لناقلات البلدين المعينة للتشغيل أو نوعية الناقلات من حيث كونها عادية أو منخفضة التكاليف. وبحسب الاتفاقية فإن أي نقطة في المملكة هي مفتوحة أمام شركات الطيران المصرية باستثناء المدينةالمنورة التي لا يستوعب مطارها حركة جوية دولية كبيرة ولهذا تم التنسيق على فتح رحلة واحدة يومياً غير مجدولة إليها. إلا أن مصر للطيران تجاوزت الاتفاقية وأصبحت تسير رحلات منتظمة ومجدولة بين القاهرةوالمدينةالمنورة بمعدل وصل إلى 4 رحلات يومياً. وبعد رفض السلطات المصرية فتح مطار القاهرة قلصت هيئة الطيران المدني في شهر مارس رحلات مصر للطيران إلى المدينة إلى رحلة واحدة فقط بحسب ما نصت عليه الاتفاقية الأمر الذي أثار غضب سلطات الطيران في مصر التي لم تتقيد بالاتفاقية.