كشف الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود أسرار التحالف بين العصرانيين الجدد والليبراليين والعلمانيين والشيوعيين, وقال إنه تحالف موجه للإسلام والتيار الإسلامي, وقال: إن العلماني لا يعادي الليبرالي, ولا القومي يعادي الشيوعي الآن, بل كلهم تحالفوا ضد الإسلام وعلمائه ودعاته, وبعد أن كانت هذه التيارات والاتجاهات تعادي الإسلام كدين صراحة صاروا يتحدثون عن تفسير جديد للإسلام, لأنهم يريدون إسلاماً جديداً يتمشى مع العصر الحاضر, يتقبل الفتاوى الشاذة, التي يتلقفها الشباب وينحون مناحي الانحراف, فهؤلاء يريدون مجتمعات إسلامية متفسخة, لا يوجد فيها شيء قطعي أو ثابت. جاء ذلك في محاضرة الشيخ المحمود ب "أحدية الجبر الرشيد" مساء أمس - الأحد- بالرياض والتي جاءت بعنوان "العصرانيون الجدد". وتطرق الشيخ المحمود إلى صور التحالف العلماني الليبرالي النصراني الموجه ضد الإسلام, وأطوار المدرسة العصرانية "العقلانية", وقال إن أطوار التيار العلماني مرت بعدة مراحل منها مرحلة الانتماء الفكري الملتزم، فقد كان الشيوعي ملتزماً بشيوعيته والقومي ملتزماً بقوميته, وكذلك الليبرالي والبعثي. أما المرحلة الثانية فكانت مرحلة الفكر الحداثي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي, والتقاء أصحاب الفكر العلماني لمواجهة الفكر الإسلامي, ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة ما بعد الحداثة وعدم وجود ثابت, وأن الشيوعي يتحول بسهولة لليبرالي, والعكس أيضاً, فالمرحلة الرابعة وهي انضواء جميع أصحاب هذه التيارات العلمانية تحت لواء العولمة الغربية والخضوع لها, واستخدام أذرعتها المختلفة الإعلامية والمالية في مواجة الإسلام وتشويهه والتشكيك في ثوابته. ثم تطرق الدكتور المحمود إلى تطور المدرسة العصرانية من الكلامية إلى المزج بين الأصولية والفكر الاعتزالي والصوفي والرافضي, وصولاً للعصرانيين الجدد الذين وجدوا تقارباً بل تحالفاً مع المد العلماني والمدرسة الفلسفية الغربية, والغزل بين الاثنين وتبادل المدح والثناء على أطروحاتهم حتى ولو كانت تمس الثوابت والمقدسات . واستشهد الدكتور المحمود بحديث أحد المثقفين السعوديين في أحد الأندية الأدبية الذي قال فيه "أفلحنا فولينا أمرنا امرأة"، فصفق له الحضور بشدة مثنين على هذا القول الذي يناقض الحديث النبوي الشريف الذي ورد في صحيح البخاري, أصح كتاب بعد كتاب الله, والذي قال فيه "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة". إنهم يسخرون ويصفقون لمن يسخر من حديث رسول الله . وتساءل الدكتور المحمود قائلاً: أي جرأة على رسول الله وحديث الرسول أكثر من ذلك؟! وأكد الدكتور المحمود أن العلمانية مرفوضة في المملكة, لأن السعودية دولة لها خصوصيتها, فلم يدخل الاستعمار هذه البلاد ويعبث بها, فقد أُسست المملكة على عقيدة صافية, ودعوة التوحيد, ومحاربة للخرافة, وهي بلد الحرمين الشريفين, ولا يمكن أن يقبل أحد في داخل هذه البلاد, ولا يقبل أي مسلم على وجه الأرض أن يتحول المجتمع السعودي إلى مجتمع علماني, لأن فيها قبلة المسلمين ومقدساتهم, ومهبط الرسالة الخاتمة. وهؤلاء العلمانيون يدركون هذه الحقيقة . ووصف الدكتور المحمود العلمانيين والليبراليين بأنهم شرذمة قليلة ولكن صوتهم عالٍ, وهم غرباء على مجتمعنا وبلادنا .