تساءل مهندسون سعوديون عن أسباب تأخر إقرار "الكادر الهندسي"، واعتبروا في حديثهم ل"سبق"، أن تأخير "الكادر الهندسي" يعتبر هدراً للاقتصاد، وتعثراً للمشاريع السعودية. وأضاف المهندسون: "لا يخفى على الجميع بأن القطاع الحكومي في البلد محبط جداً للمهندس السعودي، الذي يجد نفسه أمام راتب ضئيل جداً يبدأ ب7740 ريالاً ومن دون أي بدلات؛ لذلك لسان حال المهندس السعودي يقول: إلى متى؟!".
وعن هذه المطالبات والتساؤلات تحدث المهندس سعود الدلبحي، مهندس استشاري محكم، وخبير هندسي قائلاً: "تعطيل الكادر والأنظمة المنظمة للهندسة، مثل: مزاولة المهنة، وكود البناء، الهدف منه إبعاد ومنع مشاركة المهندس السعودي بمشاريع التنمية.. المنتفعون من فساد المقاولين يشعرون بالخطر من وجود المهندس السعودي، ويعتقدون برحيل المهندس الأجنبي سيسدل الستار على فضائح فساد المقاولات، وللأسف أن المهندس الأجنبي يتقاضى عشرة أضعاف راتب المهندس السعودي!!".
وشاركه في الحديث، المهندس ماجد معدي الرويلي، عضو الهيئة السعودية للمهندسين فرع عرعر، عضو اللجنة الوطنية لشباب الأعمال بالمملكة، عضو المجلس البلدي بأمانة الحدود الشمالية قائلاً: "الكادر الهندسي السعودي مهم جداً للمهندس السعودي، والذي من خلاله يحصل المهندس السعودي على أبسط حقوقه ومتطلباته الحياتية، ويحفظ له كرامته، وذلك بعدم ابتزازه من القطاع الخاص، كما أن الاستعجال بإقرار "الكادر الهندسي" يعود بالمصلحة العامة على الوطن، واقتصاده بعدم تعثر المشاريع وإهدار أمواله".
وتابع: "من دون إقرار "الكادر الهندسي" يعتبر المهندس مظلوماً لم يعط أبسط حقوقه في القطاع العام؛ مما يسبب عزوفه، ورحيله إلى القطاع الخاص من شركات وغيرها؛ لأنه يجد البيئة المناسبة له هناك".
وأضاف: "الكادر الهندسي أصبح القضية الصعبة المستحيل حلها بالنسبة للمهندس السعودي؛ مما جعله محبطاً لا يعمل بكل جوارحه، بحيث يقوم فقط بالأمور المطلوبة منه دون أن يبدع في عمله.
"الكادر الهندسي" في حال إقراره سيخلق بيئة جيدة للمهندس، من خلالها يقوم بتطوير ذاته والإخلاص في عمله".
من جهته، قال المهندس نمر الذيابي، عضو الهيئة السعودية للمهندسين: "مطالبات المهندس السعودي منطقية وواقعية. المهندس السعودي يطالب بمساواته بغيره من فئات وطننا الغالي.
الميزانيات السنوية للمشاريع بالمليارات، ومع ذلك لا توجد ميزانية مخصصة لتدريب المهندسين السعوديين، الذين يشرفون على تلك المشاريع! بالفعل الهندسة مهنة المظلومين حقاً. للأسف المهندس السعودي يتعرض حالياً لظلم وإجحاف مشاهدين!!".
وتحدث المهندس حمد بن ناصر الشقاوي، رئيس الهيئة السعودية للمهندسين، قائلاً: "إن أهم أسباب تأخر إصدار "الكادر الهندسي" الإجراءات النظامية في الوزارات ذات العلاقة، حيث إن الأمر يتم دراسته من عدة وزارات ذات علاقة مباشرة بموضوع الكادر".
وأضاف: "إن من أهم عواقب عدم إقرار كادر للمهندسين، تطور المهنة والمهندسين؛ لأن الهدف الرئيس لإقرار كادر هندسي هو متابعة تدريب وتطوير، وتأهيل المهندسين، والوقوف على مستواهم المهني بشكل عادل، فالكادر الهندسي ليس مجرد كادر مالي، بل هو أبعد من ذلك بكثير فمتى ارتبط الكادر المالي للمهندس بتطوره مهنياً، وكان هو حجر الأساس في ترقياته، وحصوله على الدرجات المهنية، فمن المؤكد انعكاس ذلك على جودة المهندس، وعلو كعبه معنوياً، وكل ذلك يصب في مصلحة التنمية فمتى ما كان هناك مهندس متمكن من أدواته، أصبحت لدينا مشاريع ذات جودة عالية".
وقال: "الكادر الهندسي موجود الآن لدى مجلس الخدمة المدنية، الذي يقوم بعرضه على الوزارات المختلفة من خلال مجلسه، والرد على الاستفسارات التي ترد إليه، وحسب ما ذكر لنا من المسؤولين في "المجلس" أنه في المراحل الأخيرة؛ ومن ثم الرفع للمقام السامي للإقرار".
وطالب المهندسون بسرعة إقرار "الكادر"، مستغربين التأخير الكبير لإقرار "الكادر"، على الرغم من كثرة المطالبات، وأهمية سرعة إقراره.