في داخل أروقة الحرم المكي الشريف يتنافس 85 حافظاً لكتاب الله لنيل شرف الفوز بالجوائز الأولى الخمسة من كل فرع من فروع مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الخامسة والثلاثين، وتُعقد الجلسات التحكيمية للاستماع إلى كل مشارك، والحكم على حفظه وتجويده وتلاوته، ومن المقرر أن تنتهي لجان التحكيم من الاستماع إلى جميع المشاركين يوم الخميس القادم. "سبق" التقت عدداً من حفظة كتاب الله من المشاركين في المسابقة، فقد أعرب المتسابق إيهاب طارق من لبنان (17 سنة) عن استشعار المتسابقين لروحانية المسابقة بمكان انعقادها وبمراعاتها لجميع مسائل الحفظ، وقال إنه بدأ حفظ كتاب الله وعمره 7 سنوات من خلال الالتحاق بمعهد لتحفيظ القرآن بتشجيع من الأهل، ويرى أن الطريقة المثلى للحفظ هي الالتزام مع شيخ في مسجد أو مركز لكي تتم متابعة المراجعة والحفظ بشكل مستمر من قبل الشيخ. وأسئلة المسابقة راعت جميع مسائل الحفظ، وتعرفنا على عدد من الإخوة من دول شتى.
أما المتسابق أحمد عبد الحميد (العراق) فقال: إن بدايتي في حفظ القرآن كان عمري 14 سنة في أحد مساجد الحي، ولقد ساعدني في ذلك عاملان أساسيان وهما الصحبة الصالحة والجد والاجتهاد المبذول من قبل أساتذتي الذين سعوا جاهدين في تحفيظي القرآن من خلال عام ونصف، وأفاد أنه يحرص على الاستماع إلى مشاهير القراء عن طريق البرامج القرآنية والتواصل مع عدد من المشايخ المتقنين الموجودين في أماكن بعيدة عني فأستفيد منهم بملاحظات عديدة كبيرة النفع.
وعبَّر المتسابق مجيب الرحمن سرتاج من نيبال (20 سنة)عن سعادته وفرحته برؤية الكعبة المشرفة ودخول المسجد الحرام للمرة الأولى، وشعر بسرور لم يشعر به من قبل، وهو يشارك للمرة الأولى بمسابقة دولية، وقال إن هذا من بركات القرآن الكريم، مفيدا أنه أمضى ثلاث سنوات في الحفظ ثم سنتين لترسيخ الحفظ، وأكمل المرحلة الثانوية ثم التحق بالجامعة الإسلامية بالهند سنابل.
وقال المتسابق عبد الكريم إسحاق بارو من بوركينا فاسو (23 سنة) إن طريقته في الحفظ بربع حزب يومياً بعد صلاة الفجر، وفي اليوم الخامس يراجع الحزب كاملاً وينهي شهرياً حزبين ونصفاً بإتقان. وأضاف أن هذه المشاركة الدولية الأولى له التي يتسابق فيها، وقال: عندما دخلت الحرم ووصلت الكعبة المشرفة احتضنتها فكان شوقي لها كبير جداً. موصياً الحفظة بالحفاظ على ما وجدوه في صدورهم، وأن يكون لهم ورد يومي منه.
وبيَّن المتسابق عبد الرحمن بن حسين حمزة من السعودية (22 سنة) أنه بدأ الحفظ منذ كان عمره 3 سنوات، وحفظ القرآن بطريقة البداية كانت بعدد 3 آيات ثم تدرَّج بنصف صفحة أو صفحة على قاعدة (قليل قرَّ.. خير من كثير فرَّ)، وأضاف أنه التحق بالجامعة الإسلامية بكلية علوم القرآن الكريم، وتأثر بعدد من القراء منهم الشيخ سيف الرحمن حافظ الفائز بالجائزة الفرع الأول عام 1415ه، والشيخ محمد صديق المنشاوي -رحمه الله- وعبد الهادي كناكري وخليفة الطنيجي، معرباً عن شكره للأمانة العامة للمسابقة.
واعتبر مينا مادي توماني من جمهورية مالي (20 عاماً) مسابقة الملك عبد العزيز الدولية من أهم المسابقات القرآنية على مستوى العالم التي تجمع شباب الأمة على كتاب الله والتنافس عليه، وقال جئت مشاركاً في الفرع الثالث، ووجدت أجواء المسابقة إيمانية مع زملائي حفظة كتاب الله، فالشكر لله أولاً ثم للمملكة على حسن الإعداد والترتيب للمسابقة، ثم للفعاليات المصاحبة والزيارات الميدانية، متمنياً أن يكون معلماً للقرآن الكريم في المستقبل ليدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه".
فيما أوضح الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح أن هناك برامج مصاحبة لضيوف المسابقة والمشاركين فيها، تضمن زيارات لمتحف الحرمين ومصنع كسوة الكعبة المشرفة ولقاءات مع أئمة الحرمين الشريفين، وكذلك زيارة للمسجد النبوي والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، وكذلك الصلاة في مسجد قباء بالمدينة المنورة.
وأشار الدكتور "السميح" إلى أن الأمانة العامة للمسابقة نظَّمت يوماً مفتوحاً للمشاركين والضيوف؛ لقضاء وقت ترفيهي ثقافي للترويح عنهم وإدخال السرور على أنفسهم وزيادة تواصلهم وتآلفهم والاستمتاع ببرامج رياضية، وتوزيع هدايا المسابقة الثقافية بالإضافة إلى مأدبة عشاء.
المشاركون: المسابقة احتضنتنا وأولتنا جلَّ الاهتمام وشعورنا برؤية الكعبة لا يوصف
عبَّر عدد من المتسابقين عن مشاعرهم الفياضة بدخولهم المسجد الحرام للمرة الأولى، وللمشاركة في مسابقة دولية لحفظ القرآن الكريم تُعقد جوار بيت الله تميزت بتحكيم دولي.