افتتح أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم الأحد، الاجتماع الدوري السابع لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وحضر الافتتاح ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رؤساء المجالس التشريعية في دول الخليج العربية، أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني، رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان وعدد من المسؤولين ضيوف الحفل وأعضاء الوفود الرسمية.
وترأس وفد مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ورافقه الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن عبد الله آل عمرو وعضوا المجلس الدكتور فهد بن حمود العنزي والدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الحرقان.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم شكر رئيس مجلس النواب البحريني خليفة بن أحمد الظهراني، الرعاية الأميرية الكريمة وثمّن للكويت استضافتها لهذا الاجتماع الذي يعتبر استكمالاً للمسيرة الخيرة والجهود المثمرة منذ انطلاق المجلس.
وقال: "الأحداث والتطورات التي يشهدها العالم والمنطقة أثبتت أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لدول الخليج العربية بالتحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، إنما جاءت بناء على تحليل دقيق ورؤية ثاقبة لمعطيات الواقع واستشراف للمستقبل".
وأضاف: "هناك الكثير من الأحداث والتطورات والتغيرات في المواقف الدولية بشأن الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، وهي تتطلب منا جميعاً اليقظة والحذر للنهوض بمسؤوليتنا الوطنية تجاه دولنا وشعوبنا ومصيرنا المشترك".
وأردف "الظهراني": "وحدة دول الخليج وتماسكها هما السبيل الوحيد والجدار المنيع الذي يقف أمام التحديات الخطيرة التي تمر بها المنطقة والتي تهدد أمنها واستقرارها وإنجازاتها ومكتسباتها الوطنية التي تحققت طيلة عقود من العمل الجاد والمضني للارتقاء بواقع مجتمعاتها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي".
وتابع: "تأييد قادة دول المجلس لمبادرة خادم الحرمين الشريفين يؤكد حرصهم وتصميمهم على أن تتوج مسيرة مجلس التعاون الحافلة بالإنجازات بتحقيق الهدف الأسمى وهو الاتحاد".
وقال رئيس مجلس النواب البحريني: "هذا الاجتماع يعد إحدى الرسائل المهمة التي نرسلها إلى الخارج والتي تعبر عن وحدة موقفنا وتماسك صفوفنا التي طالما كانت عناوين بارزة لإخوتنا ووحدتنا وعملنا المشترك في خدمة دولنا وشعوبنا".
وقال رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان: "انتظام انعقاد هذا الاجتماع الدوري وتطوير آليات انعقاده يعبران عن الإرادة الصادقة والمخلصة لدعم التنسيق بين المجالس التشريعية الخليجية والرغبة في الوصول إلى المستوى الذي يجعل منها رافداً قوياً للعمل الخليجي المشترك".
وأضاف: "البرلمان العربي على قناعة بأن البرلمانات الخليجية سيكون لها إسهام قوي في تمكين البرلمان العربي من المضي قدماً في الاستفادة من صلاحياته لخدمة للعمل العربي المشترك".
وأكد "الجروان" على محورية القضية الفلسطينية وجهود البرلمان العربي في دعم الحق الفلسطيني المشروع ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري للنهوض بمسؤولياته تجاه هذه الأزمة الإنسانية.
من جهته قال "الزياني": "نشكر أمير دولة الكويت على رعايته للاجتماع، ونؤكد أن هذه الرعاية الكريمة رسالة بالغة الدلالة والمضامين تعزز الدعم والمساندة لدور المجالس التشريعية في نهضة دول المجلس وتقدمها وتكاملها المنشود".
وأضاف: "دول المجلس خطت خطوات ملموسة في مجال العمل البرلماني، وزيادة التنسيق والتعاون بين المجالس التشريعية تمثّل ركيزة أساسية للتفاهم والتقارب وتعزيز الروابط المتبادلة بين دول المجلس".
وقال رئيس مجلس الأمة، مرزوق علي الغانم: "نرحب براعي الحفل والضيوف رؤساء المجالس التشريعية الخليجية والمسؤولين وأعضاء الوفود الرسمية".
وأضاف: "نتمنى النهوض بالعمل البرلماني الخليجي المشترك وتعزيز دوره الهادف إلى توطيد أواصر الروابط والعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط شعوبنا ودولنا".
وأردف: "الكويت إذ ترحب بقدومكم وتعتز بانعقاد اجتماعكم على أرضها الطيبة فإنها ترحب باعتزاز بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتتشرف بانعقاد قمتهم القادمة على أرضها والتي نتطلع إليها جميعاً لدفع مسيرة التعاون الخليجي قدماً وتعزيز ما تحقق من إنجازات بما يستجيب لتطلعات شعوبنا في التكامل والوحدة الخليجية".
وتابع رئيس مجلس الأمة الكويتي: "مسيرة التعاون الخليجي أصبحت تمثّل عمقاً إستراتيجياً لا بديل عنه لأمننا الخليجي وركيزة أساسية ننطلق منها متكاتفين متلاحمين للدفاع عن مصالحنا وتحقيق أهدافنا المشتركة وينبغي علينا أن نعمل دائماً على تعزيز أركانها وتوسيع نطاقها وتوفير مقومات استمراريتها".
وقال: "ما تحقق في إطار منظومة التعاون الخليجي هو من دون شك إنجاز مهم يستحق الإشادة غير أنه يبقى مجرد مرحلة ينبغي البناء عليها لأن طموحات شعوبنا بالتكامل والوحدة الخليجية لا تزال تفوق ما تم تحقيقه، وهذا يستلزم منا الإسراع في الإنجاز والإصرار على مواجهة العقبات التي تعترض المسيرة، مع تفعيل منظومة العمل الخليجي المشترك والعمل الدؤوب ليتوج التعاون بالتكامل، وإن هذا ما يعمل من أجله قادتنا وهو ما تتطلع إليه شعوبنا وما ينبغي علينا عمله في إطار عملنا البرلماني المشترك".
وأضاف: "سلسلة اجتماعاتنا الدورية وما يتمخض عنها من لجان ونظم وأساليب عمل هي من دون شك خطوة مهمة للأمام على طريق تكامل العمل البرلماني الشعبي بالعمل الحكومي وهي كذلك إضافة مطلوبة لتكامل منظومة التعاون الخليجي وبنيانها المؤسسي غير أن ذلك كله ليس كافياً وإنما هو خطوة أولى في طريق طويل ينبغي أن يؤدي فيه العمل البرلماني الخليجي دوره في دفع عجلة التكامل ومواجهة ما يقف أمامها من صعاب وتحديات".
وأردف "الغانم": "جدول أعمال الاجتماع يتضمن عدداً من الموضوعات المهمة مثل تفعيل اجتماعاتنا الدورية واللجان المنبثقة عنها، تنسيق السياسات الإعلامية البرلمانية، مشروع شبكة المعلوماتية البرلمانية الخليجية ومشروع المجموعات البرلمانية الخليجية التخصصية".
وتابع: "هذه الموضوعات على قدر كبير من الأهمية ويجب أن نبحث المزيد من القضايا التي من شأنها أن تعمّق العمل الخليجي المشترك وتعكس قناعتنا بأهميته ورغبتنا وإصرارنا على تشييده على أسس وقواعد صلبة".
وقال: "تفعيل العمل الخليجي المشترك والانتقال به من دائرة التعاون إلى آفاق جديدة ورحبة من التكامل؛ أصبح اليوم ضرورة ملحة يتطلبها الأمن الخليجي وركناً أساسياً من أركان تعزيز قدراتنا التنافسية وقاعدة يستند إليها سعينا الدائم في مجال ترسيخ مكانتنا الدولية خصوصاً في ظل ما يشهده عالمنا المعاصر من تغيرات متسارعة وتنافس محموم على المصالح والنفوذ".
وأضاف "الغانم": "أقترح تشكيل لجنة خبراء في العمل البرلماني تختص بدراسة سبل تطوير وتفعيل عملنا المشترك وعرض توصياتها على اجتماعاتنا بشكل دوري، وآمل أن يجد هذا الاقتراح مساحة من البحث والتدارس في اجتماعنا هذا، حتى نستخلص العناصر المرجعية والتوجهات اللازمة لإعداد تصور متكامل بهذا الشأن لبحثه في اجتماعنا القادم".
وأردف: "التحديات التي تواجهنا ليست سهلة ولكننا نجتمع في محطة على طريق حلها، ونعمل من أجل أن يصبح جهدنا متصلاً بمساعينا نحو التكامل الخليجي المأمول".
وفي نهاية الحفل التقطت الصور التذكارية مع أمير دولة الكويت الذي افتتح معرض الصور المصاحب لانعقاد الاجتماع.