قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الجمعة: إن وزير الخارجية جون كيري قرر الانضمام إلى المحادثات النووية الإيرانية في "جنيف" بين "طهران" والدول الست الكبرى. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين: "في ضوء التقدم الذي يجري إحرازه قرر الوزير كيري السفر إلى جنيف للانضمام إلى نظرائه الوزراء غداً إذا تم التوصل لاتفاق".
وأضافت في بيان أن القرار اتخذ بعد التشاور مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي كاثرين أشتون التي تتولى تنسيق المحادثات مع إيران نيابة عن القوى الست.
وجاء إعلان "واشنطن" بعد أن قال دبلوماسيون في جنيف إن القوى العالمية وإيران ربما تغلبت على إحدى المسائل الرئيسية المثيرة للخلاف في المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق تقلص طهران بموجبه أنشطتها النووية.
وكان دبلوماسيون قالوا في وقت سابق إنه جرى اقتراح اتفاق يشكل حلاً وسطاً بخصوص إصرار إيران على الاعتراف الدولي "بحقها" في تخصيب اليورانيوم، مما قد يفسح المجال أمام تحقيق انفراجة في المفاوضات المكثفة التي بدأت يوم الأربعاء.
كما توجه وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني إلى جنيف الليلة للانضمام إلى محادثات "جنيف".
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: إن "لوران فابيوس سيسافر إلى جنيف الليلة لحضور المحادثات النووية الإيرانية".
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج على "تويتر" أنه توجه إلى "جنيف".
وعبَّر وزير الخارجية الفرنسي عن أمله في التوصل إلى اتفاق قائلاً للصحفيين في باريس: إنه على اتصال بالمفاوضين في "جنيف".
وقال "فابيوس": إنه لن يكون هناك اتفاق ما دامت الخلافات قائمة. وأضاف: "تعرفون موقفنا... إنه موقف مبنى على الحزم، ولكنه في نفس الوقت موقف مفعم بالأمل في أن نستطيع التوصل لاتفاق".
وقالت متحدثة روسية: إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وصل إلى جنيف مساء أمس الجمعة، والتقى مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وأشتون.
وخاض وزراء خارجية الدول الست المعنية بالتفاوض مع إيران المحادثات السابقة التي أُجريت في الفترة بين السابع والتاسع من نوفمبر، واقتربوا من الحصول على تنازلات من إيران يعولون عليها للحد من خطر اكتساب إيران القدرة على تصنيع أسلحة نووية. والدول الست هي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وكان دبلوماسي أوربي كبير قال للصحفيين في وقت سابق أمس الجمعة: إن وزراء خارجية الدول الست لن يأتوا إلا إذا كان هناك اتفاق للتوقيع عليه. وأضاف الدبلوماسي: "أحرزنا تقدماً بما في ذلك في القضايا الجوهرية".
وفي الأيام السابقة للمحادثات قال مسؤولون من القوى العالمية الست: إنهم قد يكوِّنون على وشك التوصل لاتفاق مؤقت على خطوات بناء الثقة لبدء عملية حذرة تهدف إلى تحقيق انفراجة مع إيران وإبعاد شبح حرب في الشرق الأوسط.
ومن الأمور التي يجري مناقشتها مسألة تعليق إيران لبعض الأنشطة النووية الحساسة، وعلى رأسها تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المتوسط مقابل تخفيف بعض العقوبات، وهو ما قد يتضمن الإفراج عن بعض الأرصدة المالية المجمدة في حسابات أجنبية والسماح بالاتجار في المعادن النفيسة والمواد البتروكيماوية وأجزاء الطائرات.
وقد توافق الولاياتالمتحدة أيضاً على تخفيف الضغط على دول أخرى تطالبها بعدم شراء النفط الإيراني.
وأوضحت طهران أنها تريد استعداداً أكبر لتخفيف العقوبات الخانقة التي تعوق صادراتها النفطية واستخدام النظام المصرفي الدولي.
وقال دبلوماسيون: إن اللهجة الجديدة التي تمثل حلاً وسطاً للاتفاق محل النقاش لا تعترف صراحة بحق أي دولة في إنتاج الوقود النووي.
ولم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل غير أن "ظريف" رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين قال في وقت سابق الجمعة: إن تقدماً كبيراً قد تحقق رغم أن هناك ثلاثة أو أربعة "خلافات" ما زالت قائمة.
وقال دبلوماسيون: إن من بين القضايا المثيرة للخلاف مصير مشروع مفاعل "آراك" الذي يعمل بالماء الثقيل ومدى تخفيف العقوبات. ويشكل مفاعل "آراك" مصدراً محتملاً للبلوتونيوم الذي يستخدم في صنع القنابل النووية.
واجتمع "ظريف" مع كاثرين أشتون أمس الجمعة؛ لبحث سبل تضييق هوة الخلاف بشأن النقاط الشائكة المتبقية.