فشل اجتماع جنيف بين إيران والقوى الكبرى في التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، وتبادلت طهران وباريس التصريحات اللاذعة أمس، إذ حثت باريس الغرب على التزام الحزم بينما أبدت طهران أسفها لانعدام الثقة، في حين تبذل القوى العالمية جهودا مضنية لإبرام اتفاق مؤقت لكبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات. وبدا الجانبان وكأنهما يخفضان سقف التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك بعد أن اقتربت الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران خلال جولة المفاوضات الأخيرة التي عقدت قبل أسبوعين. وقال عدد من الدبلوماسيين الغربيين «ليس هناك ما يضمن التوصل إلى اتفاق يفتح الطريق أمام إزالة مخاطر قيام إيران بتطوير أسلحة نووية». وأقر دبلوماسي غربي رفيع بوجود خلافات كبيرة، وأن بعض القضايا في حاجة إلى توضيح. وأبلغ وزير الخارجية وكبير المفاوضين الإيرانيين محمد جواد ظريف وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن المحادثات تجري بشكل جيد على الرغم من وجود خلافات في وجهات النظر. ويقول دبلوماسيون في المحادثات إن الإيرانيين أوضحوا أنهم يهتمون أكثر باستئناف مبيعات النفط وبرفع مؤقت للقيود المفروضة على التحويلات المصرفية والمالية الإيرانية والتي تشل اقتصاد البلاد المعتمد على النفط. ويرى دبلوماسيون أنه على الرغم من وجود ست قوى فإن من لديه في النهاية سلطة إبرام أو إفشال التوصل إلى اتفاق هما إيرانوالولاياتالمتحدة. وقال مسؤول رفيع بالخارجية الأمريكية إن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والتي تنسق الاتصالات مع إيران نيابة عن القوى الست عقدت اجتماعات مع ظريف لتضييق هوة الخلافات بين الجانبين، وتابع أعضاء وفود القوى الكبرى جلساتهم طوال يوم أمس. وتسعى الدول الست إلى اتفاق مؤقت توقف إيران بموجبه تخصيب اليورانيوم لدرجة 20% -ما يقربها من المادة المستخدمة في تصنيع أسلحة نووية- وتسمح بمزيد من عمليات التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتمتنع عن تشغيل محطة تعمل بالماء الثقيل في آراك. من جهة أخرى، قال هاري ريد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي أمس إنه ملتزم بالمضي قدما في مشروع قانون بفرض عقوبات جديدة على إيران عندما يعود المجلس من عطلته أوائل الشهر المقبل. وطالبت إيران القوى الست بالاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم وهو ما يرفضه رئيسا الولاياتالمتحدة وفرنسا وزعماء غربيون آخرون. وقال عباس عرقجي الذي يقود المفاوضين الإيرانيين «إن التخصيب خط أحمر لكن يمكننا بحث مستوى وكمية اليورانيوم الذي سيخصب». وأضاف عضو رفيع في الوفد الايراني «إن طهران تفهم أنه لا يمكن رفع جميع العقوبات النفطية والمصرفية دفعة واحدة لكن التخصيب خط أحمر ويتعين وجود فقرة بشأنه.. وإذا لم توضع فلن يكون هناك اتفاق».