عاد مبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن اليوم الخميس لإحياء الجهود الرامية لإقناع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتسليم السلطة بموجب مبادرة خليجية لإنهاء أشهر من الاضطرابات التي اشتعلت مجدداً في مدينة تعز، حيث أطلقت قوات الأمن النار على المحتجين. وقال مسؤولون يمنيون إن مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر سيلتقي بنائب الرئيس عبدربه منصور هادي وقادة المعارضة في محاولة لتوقيع الاتفاق الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء تسعة أشهر من الاحتجاجات ضد حكم صالح المستمر منذ 33 عاماً. وقال المسؤولون اليمنيون إنه إذا نجحت زيارة "بن عمر" فإن التوقيع على الاتفاق قد يتم في السعودية في منتصف شهر نوفمبر الجاري. وكان صالح فوض نائبه هادي في سبتمبر بالتوقيع على الاتفاق بدلاً منه. وبموجب الاتفاق سيتخلى صالح عن السلطة وسيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل إجراء انتخابات مبكرة. كما سيتم إنشاء هيئة لإعادة بناء القوات المسلحة. وقال بن عمر لوكالة الأنباء اليمنية الحكومية (سبأ) لدى وصوله إلى العاصمة صنعاء "أتمنى أن تكون هذه الزيارة فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسية في اليمن". وفي مقابلة نشرت على موقع "الصحوة" التابع للمعارضة اليمنية على الإنترنت قال السفير البريطاني جون ويلكس إن الوقت حان كي ينفذ صالح تعهده بترك السلطة. وأضاف "إننا نحتاج إلى أفعال أكثر من الأقوال من أجل إكمال العملية". وتابع أن أكثر من 90 بالمئة من الخلافات بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة صالح حلت. وقبل صالح ثلاث مرات بالمبادرة الخليجية، لكنه كان يتراجع عن توقيع الاتفاق في اللحظات الأخيرة، لكن دبلوماسيين حذروا الرئيس المخضرم من التراجع مرة أخرى. وقال ويلكس في التصريحات التي نشرها الموقع باللغة العربية "إذا لم ننجح في إكمال المفاوضات حول المبادرة الخليجية ودخول الفترة الانتقالية.. النقاش سيبدأ حول خطوات تالية بما في ذلك العقوبات". وجاءت زيارة بن عمر، بعدما قالت فرنسا إن الاتحاد الأوروبي يعتزم مناقشة تجميد أموال صالح. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع قمع الحكومة اليمنية للمحتجين وحث صالح على التوقيع على المبادرة الخليجية. وحتى وقت قريب كان صالح يعترض على بعض المواد في الاتفاقية لكن دبلوماسيين أوروبيين قالوا إنه وافق عليها حالياً. وأبدت متحدثة باسم المعارضة تشككها، وقالت حورية مشهور الناطقة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة لرويترز إنه لا يمكن القول إن هناك تقدماً حقيقياً على صعيد نقل السلطة حتى يتم التوقيع على المبادرة الخليجية. ميدانياً، قال شاهد من رويترز إن شخصاً قتل وأصيب ثمانية في إطلاق النار في تعز العاصمة التجارية للبلاد والواقعة على بعد 200 كيلو متر جنوبي صنعاء بعدما دعا متظاهرون إلى محاكمة صالح. وذكر التلفزيون الحكومي أن زعيماً قبلياً وضابطاً بالجيش قتلوا وأصيب ثلاثة أشخاص في كمين بمحافظة تعز قال التلفزيون إن مقاتلين مؤيدين للمعارضة نصبوه. وقال مسؤول في محافظة حضرموت إن ثلاثة جنود قتلوا عندما أطلق متشددان يستقلان دراجة نارية الرصاص على دورية في مدينة المكلا بجنوب شرق البلاد.