صنعاء - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - عاد موفد الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاء أمس لإحياء الجهود الرامية لإقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بنقل السلطة بموجب مبادرة خليجية لإنهاء أشهر من الاضطرابات التي اشتعلت مجدداً في مدينة تعز حيث أطلقت قوات الأمن النار على محتجين. وقال مسؤولون إن بن عمر سيلتقي نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وقادة المعارضة في محاولة لتوقيع الاتفاق الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي. وصرح الموفد الأممي ل «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ) لدى وصوله: «أتمنى أن تكون (الزيارة) فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسيين في اليمن». وتأتي زيارة بن عمر بعدما قالت فرنسا إن الاتحاد الأوروبي يعتزم مناقشة تجميد أصول صالح الاثنين المقبل. وقال مسؤولون يمنيون أنه إذا نجحت زيارة بن عمر فإن التوقيع على الاتفاق قد يتم منتصف الشهر الجاري وربما في السعودية. وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر من المعارضة أنه في حال حسمت نقاط الخلاف، فمن المفترض أن يوقع صالح أو نائبه المبادرة الخليجية في صنعاء ثم يتم توقيع الآلية التنفيذية في الرياض. وأفادت بأن وفداً من المعارضة سيزور الرياض الأحد بدعوة من وزير الخارجية سعود الفيصل للبحث في تطورات الأزمة ومساعي الحلول. أما أبرز نقاط الخلاف في الآلية التنفيذية للمبادرة فتتعلق بحسب مصادر سياسية بمسألة إعادة هيكلة الجيش والمؤسسات الأمنية التي يسيطر أقرباء صالح على المناصب الحساسة فيها، فضلاً عن تحفظ الرئيس على ترك كامل صلاحياته لنائبه وميله إلى البقاء في منصبه ولو فخرياً حتى انتخاب رئيس جديد. وقال القيادي في المعارضة ياسين سعيد نعمان إن المعارضة تنتظر توقيع الرئيس أو نائبه المبادرة الخليجية «للانتقال بعد ذلك إلى توقيع الآلية التنفيذية في الرياض». وأضاف: «نحن مستعدون لتوقيع الآلية وعلى الرئيس أن يقرر توقيع المبادرة الخليجية» التي سبق أن وقعتها المعارضة، معرباً في الوقت نفسه عن خشيته من «مناورات» صالح الذي سبق أن تهرب من التوقيع مرات عدة. لكن نعمان قال: «لا أستبعد أن يوقع هذه المرة» المبادرة التي أصبح توقيعها «استحقاقاً إقليمياً ودولياً». ويؤكد معسكر الرئيس بدوره استعداده للمضي قدماً، لكن مع الإشارة إلى استمرار وجود خلافات حول الآلية التنفيذية. وقال الناطق باسم حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم طارق الشامي إن «الرئيس حسم الأمر بالنسبة للمبادرة والآلية التنفيذية وننتظر الاتفاق مع المعارضة حول المسائل العالقة». إلا أن نعمان أكد أنه «لا يوجد هناك مسائل عالقة»، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على الآلية التنفيذية مع الحزب الحاكم في الزيارة الأخيرة لبن عمر إلى اليمن. وتنص الآلية التنفيذية التي وافقت عليها المعارضة بحسب نعمان على «انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً لمرحلة انتقالية تستمر سنتين ويتم خلالها وضع دستور جديد وإعادة هيكلة القوات المسلحة وإجراء حوار وطني وحل مشكلة الجنوب»، على أن تنتهي هذه المرحلة بانتخابات تشريعية عامة. وفي مقابلة نشرت على موقع «الصحوة» الناطق باسم حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الإسلامي المعارض، قال السفير البريطاني جون ويلكس إن الوقت حان لتنفيذ صالح تعهده بترك السلطة. وأضاف: «نحتاج إلى أفعال أكثر من الأقوال من أجل إكمال العملية». وتابع إن أكثر من 90 في المئة من الخلافات بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة صالح حلت. وتابع: «إذا لم ننجح في إكمال المفاوضات حول المبادرة الخليجية ودخول الفترة الانتقالية، فالنقاش سيبدأ حول خطوات تالية بما في ذلك العقوبات». وعلى الصعيد الأمني، قتل رجل وأصيب ثمانية بجروح في إطلاق نار في تعز، العاصمة التجارية للبلاد، بعدما دعا متظاهرون إلى محاكمة صالح. وقال مسؤول في محافظة حضرموت إن ثلاثة جنود قتلوا عندما فتح متشددان يستقلان دراجة نارية النار على دورية في مدينة المكلا. وفي صنعاء، تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بمحاكمة صالح وضد منحه الحصانة. وأطلق مسلحون مدنيون موالون لصالح النار على المتظاهرين ما أسفر عن ثلاثة جرحى على الأقل بحسب شهود عيان.