أعلنت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الطائف إحالتها طبيبَين باشرا حالة الطفلة "غدير" للهيئة الصحية الشرعية، بعد أن كانت قد تعرضت لطلقة "طائشة" من سلاح رشاش في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك للعام المنصرم، اخترقت سقف الغرفة التي كانت بداخلها في المنزل. وسيتم إخضاع الطبيبَيْن للتحقيق والنظر رسمياً في الشكوى المرفوعة من قِبل أسرة الطفلة حيالهما؛ إذ اتهمتهما الأسرة بإهمال حالتها؛ ما أدى لاكتشاف الطلقة بعد أيام عدة، ولكن في بطنها، بالرغم من أن الطبيبَين ادعيا عدم وجودها، ولم يكلفا نفسيهما إجراء كشف بالأشعة المقطعية، في الوقت الذي تسببا فيه بمضاعفات للطفلة، لا زالت تعاني منها حتى الآن.
وسيتم مقاضاة الطبيبَين المعنيين بالحالة، اللذين كانا قد استقبلا الطفلة بمستشفى الملك فيصل بالطائف، بعد أن يتم تحديد جلسات المرافعة والنظر بالقضية، لحين صدور الحكم النهائي، الذي سيبلَّغ به ذوو الطفلة.
وكانت الأشعة المقطعية قد كشفت عن (عبرود) طلقة من سلاح رشاش في بطن طفلة، على الرغم من أن طبيبين (سوري ومصري) أكدا استخراجها من مكان دخول الطلقة في مستشفى الملك فيصل بمحافظة الطائف.
وتعرضت الطفلة لطلقة عشوائية أول أيام عيد الفطر المبارك، اخترقت غرفة الملحق العلوي لمنزلهم، واخترقت ظهرها، وأجرى لها الطبيبان عملية، وأكدا استخراجها، وخياطة الجرح مكان دخول الطلقة بثماني غرز لإغلاق الفجوة التي أحدثتها.
وقال علي بن مانع الوادعي، شقيق الطفلة غدير (تسع سنوات)، في حينه ل"سبق": "بعد أن تم الاطلاع عليها من قِبل الطبيبين في مستشفى الملك فيصل أكدا أنهما استخرجا الطلقة بعد أربع ساعات من الإجراء الطبي لديهما؛ ما دفعنا للخروج بعد أخذ مواعيد بالمراجعة التي حدثت فيها مماطلة وتأجيل".
وأضاف: "لاحظت والدتي تغيراً على شقيقتي؛ إذ تغيرت في مشيها، وكانت تشتكي من آلام في بطنها، وتتقيأ بعد أن تأكل".
وقال: "عدت للمستشفى نفسه (الملك فيصل)، وطلبت منهم إجراء أشعة، فكُشفت عن وجود جسم غريب في بطنها، أشبه بالطلقة النارية؛ فأصررت على إجراء الأشعة المقطعية، التي أكدت تلك الطلقة (العبرود)، التي صدرت من سلاح رشاش، وكانت مستقرة في بطنها، وتحديداً بجانب القولون؛ الأمر الذي أحدث لها متاعب كبيرة".
وقد خيَّر الأطباء شقيق الطفلة بين أمرين، أحدهما أن يجروا لها العملية من أجل استخراج تلك الطلقة من بطنها، لكنها خطيرة جداً، والثاني أن تبقى على حالها وتعيش معها الطلقة في بطنها إذا لم يكن لديها مشاكل منها.
وكان شقيق الطفلة قد توعد الطبيبَين اللذين تسببا في ترك الطلقة في بطن شقيقته بالمحاسبة من خلال شكواهم، مطالباً المسؤولين على مستوى وزارة الصحة، وكذلك بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالطائف، بمعاقبة من تسبب في ذلك؛ كون شقيقته في خطر، وبأن يتم التحقيق معهما، حتى تمت الاستجابة لمطلبه، وذلك بإحالة الطبيبَين وملف القضية كاملاً للهيئة الصحية الشرعية بالطائف.
وكانت "غدير" داخل إحدى غرف الملحق العلوي لمنزلهم الكائن بحي القمرية بالطائف، وتهم بلبس ملابس العيد، إلا أن طلقة رشاش طائشة اخترقت السقف المستعار للغرفة التي كانت بداخلها، واستقرت في منتصف ظهرها؛ فبادرت الأسرة بنقلها فوراً لمستشفى الملك فيصل بالطائف، بعد إبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة، الذين اكتفوا فقط بسؤالهم في الاشتباه بأحد، إلا أن الأسرة اشتكت مع باقي أهالي الحي من كثافة الطلقات النارية في سماء الحي من قِبل حَمَلة السلاح، الذين يعبرون عن فرحة العيد كما يدَّعون.