حاولت الشؤون الصحية بمحافظة الطائف، الخروج من مأزق الطلقة النارية التي عُثر عليها ببطن طفلة، بعد أن كانت قد راجعت مُستشفى الملك فيصل، وأهمل اثنان من الأطباء حالتها دون استخراجها، وسط تأكيد من قبل شقيقها الذي كان يُرافقها بأنه كان قد أبلغ عن أنها طلقة عشوائية اخترقت ظهرها. ويأتي هذا في وقت جاء في البيان الصحفي الذي تلقته "سبق"، بأن ذويها أخبروا الأطباء بأنهم يتوقعون بأن تكون ألعاباً نارية، في حين قوبل ذلك البيان باستهجان شديد من قبل أسرة الطفلة والتي توعدت بعدم ترك القضية، وأنهم سيواصلون دعواهم ضد المُستشفى الذي أوصل طفلتهم لحالة صحية ميئوسة.
بالإضافة لتغيير الأقوال وإلقاء اللوم على الأسرة وأنها هي من تسببت في عدم ذكر الحالة جيداً، في الوقت الذي كانت الطفلة بين يدي الأطباء والذين لم يقوموا بإجراء الأشعة بل اكتفوا ببعض التدخلات البسيطة جداً، بخلاف الألفاظ التي كانوا يُطلقونها ويصفون ما كانت عليه الطفلة ب "الدلع" .
بيان صحة الطائف ورد ل "سبق" باعتبارها هي من فتحت المجال لوسائل إعلامية أخرى لتناول القضية، لكنها مع الأسف بادرت بالرد على تلك الصحف دون "سبق"، والتي كانت هي من نشرت القضية، وتابعت مجرياتها، لحين أن عادت وأرسلت البيان مؤكدةً أنه خطأ يتحملونه هم.
وجاء في البيان الصادر على لسان الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان أنه إشارة إلى ما نشر تحت عنوان (اكتشاف رصاصة في أحشاء طفلة بعد أسبوعين من إصابتها )، عليه نفيدكم بأن الطفلة أدخلت لقسم الطوارئ صباح يوم العيد عند الساعة4.40 وأبلغ الأطباء بإصابتها جراء الألعاب النارية، وهو ما سُجل في ورقة الفحص.
وأضاف: كما أبلغ ذوو الطفلة قسم الشرطة بالمستشفى بأن إصابتها ناتجة عن سقوط، وعلى ذلك قام الأطباء بعمل أشعة تلفزيونية على بطن الطفلة، ولم يتبين وجود إصابات بالأعضاء الداخلية للبطن، وتم بعد ذلك تنظيف الجرح وخياطته، وأمر الطبيب المعالج بقسم الطوارئ بتنويم الطفلة لعرضها على استشاري جراحة الأطفال والذي عاين الحالة، وعمل استكشافاً موضعياً للإصابة ولم يجد أي جسم غريب فتم إخراج الطفلة وإعطاؤها موعداً لمراجعة العيادة ، وعند مراجعة الطفلة للعيادات الخارجية لاحظ استشاري الجراحة أن الجرح لم يلتئم بشكل كامل وقام بعمل أشعة سينية بينت وجود المقذوف الناري في الجهة المقابلة للجرح خلف الاثنى عشر.
سبق تبين أن عدم إعطاء المعلومات الصحيحة والدقيقة عن الحالة المرضية من قبل ذوي الطفلة، أدى إلى عدم اكتشاف المقذوف حيث إن إعطاء المعلومات الصحيحة عن الحالة المرضية من قبل المريض أو المرافق يساعد الطبيب على اتخاذ الإجراءات المناسبة والفحوصات اللازمة.
وقد أحيل كامل ملف القضية إلى لجنة المخالفات الطبية للنظر فيها وفق المادة 38 من نظام مزاولة المهن الصحية.
وكانت الأشعة المقطعية كشفت عن "عبرود" طلقة من سلاح رشاش في بطن طفلة على الرغم من أن طبيبين- سوري ومصري- أكدا استخراجها من مكان دخول الطلقة في مستشفى الملك فيصل بمحافظة الطائف.
وتعرضت الطفلة لطلقة عشوائية أول أيام عيد الفطر المبارك اخترقت غرفة المُلحق العلوي لمنزلهم واخترقت ظهرها، وأجرى لها الطبيبان عملية وأكدا استخراجها، وخياطة الجُرح مكان دخول الطلقة، بثماني غرز لإغلاق الفجوة التي أحدثتها.
وقال "علي بن مانع الوادعي" شقيق الطفلة "غدير" (تسع سنوات): "بعد أن تم الاطلاع عليها من قبل الطبيبين في مستشفى الملك فيصل، أكدا أنهما استخرجا الطلقة بعد أربع ساعات من الإجراء الطبي لديهم، ما دفعنا للخروج بعد أخذ مواعيد بالمُراجعة التي حدث فيها مُماطلة وتأجيل".
لكنه أضاف: "لاحظت والدتي تغيراً على شقيقتي، حيث تغيرت في مشيها، وتشتكي من آلام في بطنها، وتتقيأ بعد أن تأكل".
وقال: "عُدت للمُستشفى نفسه "الملك فيصل" وطلبت منهم إجراء أشعة فكشفت عن وجود جسم غريب في بطنها أشبه بالطلقة النارية، لحين أن أصريت على إجراء الأشعة المقطعية التي أكدت تلك الطلقة "العبرود" التي صدرت من سلاح رشاش مُستقرة في بطنها وتحديداً بجانب القولون، الأمر الذي أحدث لها متاعب كبيرة".
واستغرب للأطباء الذين خيروهم بين أمرين، أحدهما أن يُجروا لها العملية من أجل استخراج تلك الطلقة من بطنها ولكنها خطيرة جداً، والأمر الثاني أن تبقى على حالها وتعيش معها الطلقة في بطنها إذا لم يكُن لديها مشاكل منها.
وتوعد شقيق الطفلة الطبيبين اللذين تسببا في ترك الطلقة في بطن شقيقته بالمُحاسبة من خلال شكواهم, مُطالباً المسؤولين على مستوى وزارة الصحة, كذلك بالمُديرية للشؤون الصحية بالطائف بمُعاقبة من تسبب في ذلك كون شقيقته في خطر, وأن يتم التحقيق معهما.
وكانت "غدير" داخل إحدى غُرف المُلحق العلوي لمنزلهم الكائن بحي القمرية بالطائف، تهم بلبس ملابس العيد، إلا أن طلقة رشاش طائشة اخترقت السقف المستعار للغرفة التي كانت بداخلها، واستقرت في منتصف ظهرها.
وبادرت الأسرة بنقلها فوراً لمستشفى الملك فيصل بالطائف، بعد إبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة، واكتفوا فقط بسؤالهم في الاشتباه بأحد، إلا أن الأسرة اشتكت مع باقي أهالي الحي من كثافة الطلقات النارية في سماء الحي من قِبل حملة السلاح الذين يُعبّرون عن فرحة العيد كما يدعون.