كشفت مأساة الطفلة هاجر الشمري (ثلاث سنوات ونصف) خلو مستشفيات منطقة حائل -الحكومية والخاصة- من جهاز غسيل كلى للاطفال، ما فاقم من معاناتها وأرغم والديها على الإقامة بها في الرياض لإجراء عمليات الغسيل اللازمة لها في مستشفى الملك فيصل التخصصي. وقال والدها ل "سبق" إن "هاجر" أصيبت بالمرض منذ أكثر من عام، ولعدم وجود أقسام غسيل كلوي للأطفال بمستشفيات منطقة حائل، تم منحها جهاز غسيل بريتوني، حيث تقوم بالغسيل بواسطته عشر ساعات يومياً، إلا أنه معرض للتلوث. وأضاف أن المستشفى أوقف استخدام الجهاز منذ ثلاثة أشهر لتلوثه وخطره على صحة ابنته، وألزمه بالغسيل الدموي ثلاث مرات في الأسبوع (الأحد- الثلاثاء- الخميس) بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.
ولفت الأب إلى أن بقاءه بجانب ابنته يهدده هو ووالدتها بالفصل من عمله في وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أنه نقل ابنه في الصف الثاني الابتدائي هذا الفصل مؤقتاً إلى مدرسة بالقرب من المستشفى، لعدم قدرتهم على الذهاب والإياب من حائل إلى الرياض يوماً بعد يوم وقطع مسافة لا تقل عن 1200 كلم.
وقال والد "هاجر" إنه يتنقل بين الشقق المفروشة القريبة من المستشفى، بحسب الميزانية، حيث لا يتجاوز راتبه خمسة آلاف ريال شهريا، يصرف أكثر منها أجرة سكن. وأضاف أنه أجريت لها أربع عمليات في بطنها آخرها أمس الأول، لمحاولة إعادة أنابيب وأكياس جهاز الغسيل البريتوني، لتقليل معاناة والديها ورجوعهم إلى حائل لظروف عملهم. وقال إنه أوشك على استنفاد إجازاته النظامية هو وزوجته، ما يجعله يختار إما التضحية بابنتهما او انقطاع مصدر رزقهما.
وناشد والد "هاجر" كل من له القدرة من فاعلي الخير، التكفل بعلاج ابنته بأي مستشفى، لافتاً إلى أن الأطباء جميعاً نصحوه بالبحث عن زراعة كلية لعدم صلاحية كليتي ابنته نهائيا. كما ناشد أهل الخير بمتبرع بكلية لإنقاذ حياة فلذة كبده التي بدأت تسوء حالتها الصحية يوماً بعد يوم.