تساءل عدد من أهالي منطقة قيا بلحارث، جنوب محافظة الطائف، عن دور "البلدية" لديهم، وتوقفها عن إطلاق المشاريع الخدمية، والمُسارعة في تلبية خدمات المواطنين، وقالوا بصوتٍ واحد: "بلدية قيا تؤسس للعشوائيات، وتهدر الميزانيات في مشاريع تُنذر بالخطر". وكانت "بلدية قيا"، جنوبالطائف قد افتتحت منذُ خمس سنوات، واعتمدت أربع ميزانيات لها بأكثر من 80 مليون ريال، أُهدر أكثرها في مشاريع ركيكة وعشوائية، تؤكد ضعف الخبرة الهندسية لدى مسؤولي البلدية في "قيا".
ومن المشاريع التي نُفذت: مشروع تصريف السيول لوادي قيا، الذي يمتد أعلاه على قمم جبال السروات بطول يتجاوز 50 كيلومتراً، ونُفذت عبّارة مجرى السيل بدايةً بعرض أربعة أمتار تقريباً في وضع تنفيذي مؤسف، إذ لم تف بالغرض، وأصبح خطرها أكبر من نفعها!
وأمام كثرة الانتقاد والشكاوى من الأهالي، وبعد انتقاد من "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد"، وتوجيه من أمين محافظة الطائف، بإعادة النظر في وضع العبارة، جاءت الحلول من مسؤولي بلدية قيا بالأمر السيئ، حيث أنشئت عبّارة أخرى مماثلة، ووضعت في وسط الوادي، حيث أصبحت تشكل خطراً مُحققاً، إذ أصبحت كالسد في وسط الوادي، وفي حال جريان الوادي بغزارة لا يعلم خطرها إلا الله.
أما مشروع تعبيد "طريق العين"، فهذا الطريق الذي يربط شرق المركز بغربه، مروراً بالمنطقة المركزية بطول عشرة كيلومترات، وعرض 30 متراً، فقد اختصرت "البلدية" عرض هذا الطريق إلى النصف، وجعلته مسارين، كل مسار بعرض خمسة أمتار، ومن يسير به يشكُ أنه يسير على قمم من كثرة الهبوط والانخفاضات، إضافة إلى ضيقه.
ووقف مندوب "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" على الطريق، ووجه "أمين الطائف"، بتكليف المقاول بكشطه وتعبيده على الطرق الهندسية الصحيحة، ولكن المقاول هرب، هكذا تقول "البلدية"، وله ثلاث سنوات شاهداً على سوء التنفيذ والإهمال، وعدم الرقابة والمحاسبة من "البلدية".
أما مشروع "تشجير الطريق السريع" الرابط بين محافظة الطائف ومنطقة الباحة، مروراً بوسط مركز قيا على امتداد 15 كيلومتراً، فقد اعتمد تشجيره بغرس أكثر من 1000 نخلة نفذت بداية العام 1434ه، ولا يزال هذا النخيل يُصارع الموت رافضاً الحياة، حيث ماتت الدفعة الأولى، واستبدلت ب1000 أخرى أمام إصرار النخيل بعدم الحياة لغرسه بطريقة سيئة، وإلحاح من "البلدية" باستبدال الحي بالميت، وإن طال الزمان، متجاهلين وغير مُدركين لما يترتب على حياة هذه الأشجار الصغيرة التي لا تتجاور المتر في ارتفاعها من خطر على الطريق السريع؛ بسبب تجمع المواشي على هذه الأشجار، وقد تسيء لمرتادي الطريق السريع.
أما مشروع "تحسين مداخل قيا"، فالمستثمر أجنبي، والقدرات ضعيفة، والإمكانات سيئة، والرقابة منعدمة، ولا نرى إلا ما يدعو للسخرية وسوء الظن، واللعب بالعقول والمشاعر، ولا يوجد "بقيا" مداخل تدل على اسم هذا المركز إلا مشاريع متعثرة.
الأهالي بدورهم، أبدوا استياءهم من وضع هذه "البلدية" في منطقة قابلة للتطوير والمشاريع، حيث تتميز بسعة المساحات، ووجهوا ثلاث رسائل، أولها للأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة، قالوا فيها: "يا خالد الفيصل، لك بصمات في التطوير، ولك فيه باعٌ، ولك جولات وصولات.. ألا تُشكل لجاناً تقف وتحاسب وتُنذر من الاستمرار في تلك التصرفات؟!".
وجاءت رسالتهم الثانية للأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، قالوا فيها: "يا وزير البلديات، هل يرضيك مثل هذه المشاريع؟!".
وأُرسلت رسالتهم الثالثة لأمين محافظة الطائف، المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج، وقالوا فيها: "يا أمين محافظة الطائف، بلدية قيا تبعُد عنك عشرات الكيلومترات فقط، ألا تقف وتسمع لشكوى الأهالي، وتتدارك هذه المنطقة قبل فوات الأوان؟".