يستعد مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي لشن هجوم كاسح على بلدة "بني وليد"، إحدى المعاقل المتبقية للموالين للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي، بعد أن بسطوا سيطرتهم على مدينة "سبها"، أمس الأربعاء. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي، عبدالله كنشيل: "يخطط مقاتلونا لهجوم واسع لإنهاء الحصار على بني وليد"، وهي بلدة تقع شمالي ليبيا ويفرض عليها مقاتلو قيادة ليبيا الجديدة حصاراً من ثلاثة محاور منذ عدة أسابيع، بعيد انتهاء المهلة المحددة لدخول البلدة دون قتال. وأوضح كنشيل أن 12 من 18 شخصاً اختطفوا في بني وليد، عُثر عليهم قتلى بعد أن قام أنصار القذافي بتصفيتهم بطريقة الإعدام، وقيدت أيديهم خلف ظهورهم. وفي الأثناء، بسطت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على مدينة سبها، وتبعد 750 كيلومتراً جنوب العاصمة طرابلس. وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن اختباء القذافي أو بعض أفراد أسرته، أو عناصر رموز نظامه، في المدينة الصحراوية، وهي المدينة الرابعة في ليبيا، بعد طرابلس وبنغازي ومصراتة. ويكتسب سقوط سبها في قبضة مقاتلي المجلس الانتقالي أهمية، نظراً لموقعها الجغرافي، ما يعني عزل المناطق الأخرى الموالية للقذافي. ورغم سيطرة قوات المجلس الانتقالي على أنحاء الأراضي الليبية، إلا أن كتائب النظام السابق احتمت في ثلاثة مدن، هي سبها، قبيل السيطرة عليها، وبني وليد، فضلاً عن سرت، مسقط رأس القذافي. وفي هذا الصدد، ذكر متحدث رسمي باسم المجلس الوطني في مصراتة، أن مقاتليه توغلوا في الشارع الرئيسي في "سرت"، واشتبكوا مع قوات القذافي قبيل التراجع، الثلاثاء. وحققت ثورة 17 فبراير أهدافها، الشهر الماضي، بسقوط طرابلس وفرار القذافي، الذي اختفى أثره، بعدما تصدى بحملة عسكرية للانتفاضة، ما استدعى قيام الناتو بحملة جوية. يذكر أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن خلال كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، عودة السفير الأمريكي إلى طرابلس هذا الأسبوع.